الاستماع إلى أدعياء العلم الشرعي

شيخي الحبيب، ما حكم الاستماع إلى بعض الدُّعاة الذين يتساهلون في كثيرٍ من الأمور، وذلك على القنوات الفضائيَّة؟
فمن الممكن أن نستمع إلى داعيةٍ غير مُلتحٍ ويَلْبَس لباسًا ليس مثلَ مشايخِنا، ولكن المشكلةَ أنه قد يقول بعضَ الكلمات في أثناء كلامه فيظنُّ النَّاسُ أن هذا هو الدِّين.
يا شيخ، لقد سمعتُ أحدَهم على إحدى القنوات الفضائيَّة يتكلَّم ويقول: إن شيخًا من شيوخه شاهد منظر مُغنِّية عربيَّة بلباسٍ فاضح، لا أعلم كيف؟!
ويقول الدَّاعية: وكانت المغنية مُتشبِّهةً بمُغنِّياتٍ غربيَّات أمثال فُلانةَ وفلانة. وأخذ يذكر أسماء مغنياتٍ غربيات كافرات فاسقات لا أعلم كيف ينطق بأسمائهن هكذا والمذيع معه، ويتكلَّم وكأن الأمرَ عاديٌّ!
يا شيخ، لقد أحسستُ بغَيْرةٍ، فأنا إنسان أحاول أن ألتزم، ولا أقول ذلك لشيءٍ، ولكن هذا الرَّجُل يسمعه النَّاس، فكيف هذا؟! يُريدون أن يُقدِّموا الدِّين بهذه الطَّريقة!
شيخي، ما حكمُ سماعِ هؤلاء؟ وخاصَّة إذا كان الذي سيسمعهن نساء؟
هذا الدَّاعية الذي أتكلَّم عنه شابٌّ، وهو في قمة أناقته، وقد تُفتن بعض البنات بمنظره، فإذا كان بعضُ مشايخنا لم يُجِزْ للمرأة النَّظرَ إلى مشايخنا الأفاضل وهم كبارٌ في السِّن وملتحون ويتكلَّمون بكلِّ جِدِّيَّة، فكيف الحال إذا نظرتِ امرأةٌ شابَّةٌ إلى شابٍّ داعية في قمة أناقته؟!
شيخي، أريد تعليقًا. جزاك اللهُ خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فزادك اللهُ حِرْصًا وغَيْرة، ولا شك أن اللِّحية من سنن الفِطْرة ومن شعائر الإسلام، وأن التَّقصير في إعفائها تفريطٌ بيِّن، ومُنكَرٌ ظاهر.
كما لا يخفى أن النَّظر إلى الـمُغنِّيات من المنكرات، ولا ينبغي أن يُختلف في ذلك ولا أن يُختلف عليه.
وأنا لا أدري ما هو السِّياق الذي ذُكر فيه نظرُ الشَّيخ إلى هذه المُغنِّية، ولكنه على كلِّ حالٍ مُنكَرٌ لا يجوز.
أما الفِتْنة فكما تكون بالحليق تكون بالملتحي، وغضُّ البَصَر عن هؤلاء وأولئك من دلائل العِفَّة والتَّديُّن.
والأناقة والاهتمام بالمظهر ليست من الـمُنكَرات، ولكن يجب غض البصر يقينًا عند خشية الفتنة.
ومسألة اللِّباس مسألةٌ بيئيَّة تدخل فيها الأعراف والثَّقافات، فالثَّوب والغترة نسخة عربيَّة لثياب أهل العلم في الخليج، والجُبَّة والعمامة نسخة مصريَّة لثياب أهل العلم في مصر، ولأهل العلم في باكستان سمتٌ ثالث، وفي تركيَّا سَمْتٌ رابع، وفي أوربَّا سَمْتٌ خامس، وهكذا. فأرجو الانتباهَ إلى الفروق البيئيَّة فيما يتعلق بالثِّياب.
زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend