قالت أختي من ورائي أنني السبب في موت أبي. وأنني قد خاصمتها وغضبت منها، فما حكمُ الدين في ذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
أما والدكم فقد مضى إلى جوار ربِّه، وسوف يلحق به الجميع يومًا من الدهر قَرُب ذلك اليوم أم بعد، وإن من البرِّ به ألا تختصموا بسببه بعد وفاته، وألا تتهاجروا وتقطعوا أرحامكم على هذا النَّحْو؛ فـ «لَا يَحِلُّ لِـمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ؛ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ»(1). و«لَا يَدْخُلُ الْـجَنَّةَ قَاطِعٌ» يعني: قاطع رَحِمٍ(2).
«إِيَّاكُمْ وَفَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ؛ فَإِنَّهَا الْحَالِقَةُ، أَلَا لَا أَقُولُ: تَحْلِقُ الشَّعَرَ. وَلَكِنَّهَا تَحْلِقُ الدِّينَ»(3). واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_______________________
(1) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «الهجرة» حديث (6077)، ومسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «تحريم الهجر فوق ثلاث بلا عذر» حديث (2560) من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه .
(2) متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «إثم القاطع» حديث (5984)، ومسلم في كتاب «البر والصلة والآدب» باب «صلة الرحم وتحريم قطيعتها» حديث (2556)، من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه .
(3) أخرجه الترمذي في كتاب «صفة القيامة والرقائق والورع» باب «ما جاء في صفة أواني الحوض» حديث (2509) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه ، وقال: «حديث صحيح»، وذكره الألباني في «صحيح سنن الترمذي» حديث (2509).