قص الشعر للمرأة

أريد فتواكم في مسألة قصِّ الشَّعر للمرأة، حيث إن شعري لم يُصبح مثلما كان من قبل، خاصة منذ أن ارتديتُ الحجاب، فأصبح يتساقط سقوطًا غير اعتياديٍّ. ذهبت للطَّبيبة من أجل معالجته لكن من دون جدوى تُذكر، وأنا أُريد قَصَّهُ ليس رغبةً في التَّزيُّن، بل لأنني أتألم كثيرًا عندما أرى الشَّعر يتساقط، ولا أريد التَّشبُّه بأيِّ شعرٍ آخر، أعطتني صديقةٌ وصفةً لحالتي لكنني خائفةٌ من استخدامها؛ حيث إن فيها موادَّ سوف تُغيِّر لونَ شعري الأحمر. فما فتواكم في ذلك؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا حرج بقَصِّ الشَّعر للحاجة، ما دام لا يتضمَّن تشبُّهًا بالرِّجال ولا تشبُّهًا بالفاجرات، ودليلُ هذا ما أخرجه مسلمٌ في «صحيحه» من أن نساء النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم كنَّ يأخذن من رءوسهن حتى تكون كالوفرة(1)، وإن كُنَّا ننصح بمعالجته قبل التَّوجُّه إلى قَصِّه. زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

_______________________

(1) أخرجه مسلم في كتاب «الحيض» باب «القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة» حديث (320) من حديث عائشة ل.

قال النووي في «شرح صحيح مسلم» (4/4): «الوفرة: أشبعُ وأكثرُ من اللُّمَّة، واللُّمَّة ما يَلُمُّ بالـمَنكِبَين من الشَّعر. قاله الأصمعي، وقال غيره: الوفرة أقلُّ من اللُّمَّة وهي: ما لا يجاوز الأُذنين. وقال أبو حاتم: الوفرة ما على الأذنين من الشَّعر. قال القاضي عياض رحمه الله تعالى: المعروف أن نساء العرب إنما كُنَّ يتخذن القُرونَ والذوائب، ولعلَّ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم  فعلنَ هذا بعد وفاته لتركهن التزيُّنَ واستغنائهن عن تطويلِ الشعر وتخفيفًا لمؤنة رءوسهن، وهذا الذي ذكره القاضي عياض من كونهن فعلنه بعد وفاته صلى الله عليه وسلم  لا في حياته كذا قاله أيضًا غيره، وهو متعين ولايظن بهن فعله في حياته صلى الله عليه وسلم ، وفيه دليل على جواز تخفيف الشعور للنساء. والله أعلم».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend