التراسل مع الأجانب عبر الإنترنت وأخذ أموالهم بالخديعة

أختي تعرَّفت على شخصٍ عبر الإنترنت، وهو أجنبي ويقوم بالكثير من أعمال الخير في كلِّ العالم، بدأ هذا الشَّخْص في إرسال المال لها من باب فكِّ أزماتها المالية، دون أن تطلب هي أي شيء، ومؤخَّرًا أصبح هذا الشخض مُتعلِّقًا بها ويرغب في الزَّواج منها مع الدُّخول في الإسلام، وأختي لم توافق لكنها لم تُخبره، فأصبح يُرسل إليها المال من باب إقناعها بالسفر إليه والزَّواج منه، مع العلم أن أختي دائمة الكذب عليه وعلينا، ما رأي الدين في أختي وفي مالها؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن تزجية الأوقات في الدردشة والتَّواصل مع الأجانب- ونقصد بهم غير المحارم، سواء أكانوا من المسلمين أم من غير المسلمين- من ذرائع الفتنة وخطوات الشَّيطان، ويزداد الأمرُ فحشًا إذا كان مع من لا يدين بدين الإسلام، ويزداد الفحشُ أكثر وأكثر إذا كان مبناه على الكذب والخداع وابتزاز الأموال، فإن «الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَلَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ الله كَذَّابًا»(1).
فعلى أختك التوقُّف فورًا عن هذا التراسل وعن هذا الخداع، وعليكم أن تضربوا على يدها وتمنعوها من ذلك، وما أخذتَه من مال على سبيل الخديعة وإيهام الرَّجُل بموافقتها على الزَّواج منه لا يَحِلُّ لها، وإذا لم تستطع ردَّ هذا المال إليه تخلَّصت منه أو مما بقي منه بتوجيهه إلى المصارف العامَّة. ونسأل اللهَ لنا ولها الهدى والتقى والعفاف والغنى. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

_____________

(1) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: 119]» حديث (6094)، ومسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «قبح الكذب وحسن الصدق وفضله» حديث (2607) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   15 الحدود

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend