شراء سنوات من التأمينات الاجتماعية للحصول على أقصى معاش

أريد أن أعرف- يرحمك الله- عن مشروعية موضوع شراء سنين التأمينات لو قَدَّر لي الله الحياة إلى سنِّ الستين سأكون قد اشتركت في التأمينات 32 عامًا، ولكن أقصى معاش سأحصل عليه لو كنت اشتركت 34 عامًا، ففكرت في شراء مدة سنتين وأن أدفع قيمتهما للتأمينات لأنني عقب تخرجي من الكلية لم أتمكن من الالتحاق بأي شركة لكي يتم التأمين لي، وبذلك قد تأخرت في الاشتراك بالتأمينات، وقال لي الموظف المختص بالتأمينات في الشركة التي أعمل لديها أنه يجب أن أدفع مبلغًا من المال للتأمينات الاجتماعية مرة واحدة نقدًا أو أدفع المبلغ قسطًا، بالإضافة إلى فوائد هذا المبلغ؛ لأني لا أملك أن أدفع المبلغ نقدًا. فهل لو دفعت هذا المبلغ قسطًا بالفوائد يعتبر حرامًا؟ أم أدفع المبلغ مرة واحدة نقدًا؟ أم أن الأمر كله حرام؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن التأمينات الاجتماعية من عقودِ الإرفاق، التي يراد بها كفالةُ الموظفين ورعاية شئونهم، ولا يُقصد بها الاسترباحُ، فهي أقرب ما تكون إلى هبةِ الثَّواب، أي الهبة التي تُقدَّم ويتطلع الواهب إلى أن ينالَ أكثر منها، فإن الدول تضيف إلى هذه المبالغ المستقطعة من الموظفين أكثرَ منها من خزينتها؛ لكي تبذل لهم ما يعينهم على توفير أسباب العيش الكريم في خريف العمر، وهو من جملة واجبات الدول تجاه رعاياها.
وبالتالي فلا حرج في تعجيل دَفْع بعض هذه الأقساط ليتوفر في الموظف شروطُ استحقاق التأمين المناسب الذي يكفُلُه في شيخوخته، وينبغي أن تدفع بدون استحقاقات ربوية خروجًا من شبهة الربا، وعملًا بالاحتياط. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 البيع, 06 قضايا فقهية معاصرة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend