تسويق دورات صحيِّة تنصَّل مُنتجها من فاعليتها من غير استشارة طبيب

أستحلفك بالله التمعن في كل كلمة والرد علي.
أقوم بتسويق منتجات إلكترونية، ومنها كتب ودورات إلكترونية تتحدث عن مواضيع صحية، مثل كتب تعليم تخفيف الوزن أو بناء العضلات.
أنا أختار الكتاب الذي يكون موجودًا بموقع الشراء نفسه، وقد يكون بأسفل الصفحة رابط، ويكون مكتوبًا به «بشروط الاستخدام والتنصل».
مثلًا، فإن هذا «الكورس» هو للمعلومات فقط، ولا يشكل أية استشارة طبية ولا أي نوع من الاستشارات، وعلى المستخدم مراجعة الطبيب قبل البدء في أي برنامج للتغذية أو إنقاص الوزن أو علاج السمنة مثلًا.
1- هل بإمكاني تسويق مثل هذه الدورات؟ وهل مجرد وجود مثل هذا التنصل بصفحة صاحب المنتج، وقد يكون بخطٍّ صغير أسفل الموقع، أو بصفحتي الخاصة، كافٍ لإخلاء مسئوليتي أمام الله تعالى كي لا أكون مسئولًا عن أي ضرر ممكن أن يحصل للمشتري؟ أم أكون مسئولًا؟ وهل علي معرفة كل ما تحويه الدورة قبل تسويقها؟ ماذا علي أن أعمل؟
2- قد تحوي بعض هذه الدورات صور لبنات أو رجال مع كشفٍ للعورات، هل علي تَرْك هذا العمل؟
3- هذه الدورات على الأغلب من يصنعها هم الأجانب. هل علي أن أتأكد أن كلمةً موجودة بالكتاب أو الدورة متماشية مع الشريعة الإسلامية؟ مع أنه من أجل ذلك علي أن أشتري هذه الدورات، وهذا صعب علي؛ لأنني أسوق دورات كثيرة إلكترونية؟ ما العمل؟
أرجوك أن تجيب عن كل أسئلتي. وبارك الله فيك.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد أحسنت إذ ذكرت أنك تختار ما تسوق من الدورات وموادها التعليمية، ولكن يريبني في هذا الأمر ما ذكرته من تنصل البائع من المسئولية عن مضمون هذه الدورات، وكتابة ذلك بخطٍّ صغيرٍ أسفل الصفحة.
إن حقيقة التسويق أيها الموفق أن تجزم لمريد الشراء بجودة المنتج وفعاليته، وأنه قد جربه الكثيرون، وأن نفعه يقينيٌّ أو ظن غالب على أدنى تقدير.
أما هذا التنصل فإنه يتناقض مع فلسفة التسويق ومقصوده. وقد يكون هذا التنصل مجرد إجراء قانوني تلزم به القوانين وليست له دلالة جدية في هذا السياق.
على كل حال إذا غلب على ظنك من خلال البحث والاستقصاء صلاحية هذه المنتجات وجدواها ساغ لك تسويقها، وإن كنت في ريبةٍ منها فلا ينبغي لك تسويقها إلا أن تكتب بخطٍّ كبيرٍ مقروء في صدر الصفحة هذه العبارة التي يتوارى بها المنتج ولا يكتبها إلا في أسفل الصفحة وبخطٍّ صغيرٍ لا يكاد يتنبه إليه القارئ، وهي قوله: «إن هذا الكورس هو للمعلومات فقط، وإنه لا يُشكل أية استشارة طبية، ولا أي نوع من الاستشارات، وإنه على المستخدم مراجعة الطبيب قبل البدء في أي برنامج للتغذية أو إنقاص الوزن أو علاج السمنة مثلًا».
أما وجود صور لبعض الفتيات المتبرجات على المنتج الذي تسوقه فهذا على الرغم من كراهية النفس له إلا أنه مما عمت به البلوى، فلا يكون وحده سببًا لتحريم هذه المنتجات، إن ثبت نفعها وجدواها. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 البيع

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend