التجارة في العملات

ما حكم تجارةِ المالِ بالمال، مثل بيعِ وشراءِ العملات بغرض الربح؟
سؤالي الثاني: أيهما أفضلُ لي كموظفٍ يدَّخِر مالَه لمستقبلِه ومستقبلِ أولاده: أن اشتري بمالي دولارات وأبيعها كي أربح عندما يزداد سعرها، أم أذهب بها إلى أحدِ البنوك الإسلامية وأضعها كوديعةٍ بشهادة استثمارية؟ علمًا بأن البنوكَ الإسلامية تستثمر وَفقًا للشريعة، وذلك قولُ اللجان الشرعية في هذه البنوك، والله تعالى أعلى وأعلم.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا حرج في التجارة في العملات، بشرط التقابض؛ لما رواه عُبادةُ بن الصامت: أن النبي ﷺ قال: «الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالْـمِلْحُ بِالْـمِلْحِ، مِثْلًا بِمِثْلٍ، يَدًا بِيَدٍ، فَإِذَا اخْتَلَفَتْ هَذِهِ الْأَصْنَافُ فَبِيعُوا كَيْفَ شِئْتُمْ، إِذَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ»(1). فإذا بعت دولارًا بجنيهٍ مَثلًا فلا حرجَ، بشرط التقابض يدًا بيدٍ.
ولعلَّ استثمارك للمالِ في أحدِ المصارف الإسلامية خيرٌ لك مِن مجردِ شراء دولارات واكتنازها لوقتِ الغلاء؛ فإن المصارفَ الإسلامية تستثمر هذه الأموال في مشروعات اقتصادية يعم نفعُها، وهذا خيرٌ مِن مجرَّدِ اكتنازِ المال وانتظارِ حوالة الأسواق. والله تعالى أعلى وأعلم.

_________________

(1) أخرجه مسلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 البيع

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend