اشتريت سيارة جديدة، وهي في فترة الضمان، وبعد أربعة شهور حصل خلل في الموتور (المحرك)، حيث نزل الزيت والمؤشر الخاص به كان لا يعمل، ولكي أعرف ما أدَّى إلى تلف المحرك تمامًا ذهبت إلى التوكيل، وكان السبب عيبًا في الصناعة من الشركة الأم، فقلت لهم: أريد سيارة جديدة بدلًا منها؛ لأن هذا حقي، وهم يُريدون إصلاح الموتور وعمل عمرة له، فقلت لهم: السَّيَّارة جديدة ونعمل لها عمرة، إذا أردت بيعها بعد ذلك لن تكون لها قيمة، وأنا الآن في مفاوضات مع التوكيل، فهل من حقي الحصول على سيارة جديدة، غفر الله لكم؛ لأن العيب منهم وهو عيب صناعة؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن مردَّ الأمر في ذلك إلى الاتفاق، فإذا كان في عقد البيع أنهم يضمنون عيوب الصناعة في فترة الضمان، وأنهم يُعوضون عنها في بعض الحالات بسيارة جديدة، وكانت حالة سيارتك من بين هذه الحالات فمن حقِّك أن تُطالب بذلك، فإن العقود على ما اشترطه العاقدان، إلا شرطًا أحلَّ حرامًا أو حرم حلالًا، وليس على صاحب الحق من حرج في المطالبة بحقِّه، وإن لصاحب الحق مقالًا(2)، فتأمَّل بنود العقد ويسعك أن تعمل بمقتضاها. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «في الاستقراض وأداء الديون والحجر والتفليس» باب «لصاحب الحق مقال» حديث (2401)، ومسلم في كتاب «المساقاة» باب «من استسلف شيئًا فقضى خيرًا منه وخيركم أحسنكم قضاء» حديث (1601)، عن أبي هريرة رضي الله عنه : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يتقاضاه فأغلظ له، فهَمَّ به أصحابه فقال: «دَعُوهُ فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْـحَقِّ مَقَالًا».
