ذبائح نصارى هذا العصر

شيخنا الحبيب الدكتور صلاح الصاوي، حفظك الله ورعاك، أودُّ من فضيلتكم إجابةً واضحة شافية عن هذه الأسئلة التَّالية:
1) هل نصارى هذا العصر يُعَدُّون من أهل الكتاب والحال أنه قد فشا بينهم الإلحاد، وعدم الاعتراف بالأديان، وصارت نسبةٌ كبيرة منهم وإن عُدُّوا في الإحصائيات من النصارى، فهم في واقع الأمر لا يدينون ولا يعترفون بالخالق ولا بشيءٍ مما جاءت به الأديان السماوية؟
2) الكثير من نصارى عصرنا يعتبرون الذَّبح من المسائل المدنيَّة المحضة، لا من الأمور التعبدية؛ لذا فهم يقتلون البهيمة كيفما اتَّفَق، بدليل تعدُّد طرق الذَّبح عندهم بين صعق ونفخ وخنق، فلو كانوا يذبحون وفقًا لشريعتهم كما يزعمون لاتَّفقت طريقتهم في الذَّبح كما هو الحال عندنا نحن الـمُسلِمين وعند اليهود.
فالسُّؤال: هل لنا أن نأكل ذبائحهم مع وجود هذا الشَّك في أهلية الذابح نفسه وفي طريقة الذَّبح كذلك، والحال أن النَّبيَّ ﷺ حرَّم الصيد إذا وقع في الماء بعد إصابته بالسهم، وقال للصائد: ««فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي الْـمَاءُ قَتَلَهُ أَوْ سَهْمُكَ»»، مسلم حديث رقم (1929) ، وقال للذي وجد مع كلبه كلبًا آخر: ««فَلَا تَأْكُلْ، فَإِنَّمَا سَمَّيْتَ عَلَى كَلْبِكَ وَلَمْ تُسَمِّ على كَلْبٍ آخَرَ»»، البخاري حديث رقم (175)؟ أفيدونا جزاكم اللهُ خيرًا، ولا تنسونا من صالح دعائكم.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإذا حاك في صدرك شيءٌ تجاه بعض أنواع الذَّبائح فباب الورع مفتوح على مصراعيه، و«دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ»(1)، أما أهل الكتاب في هذه البلاد فالأصل أنهم على كتابيتهم حتى يثبت عن ذابحٍ بعينه أنه على خلاف ذلك، وأما ما يتعرَّض له الحيوان من صعق أو نحوه فطبقًا للمعلومات المتوفرة لدينا حتى هذه اللَّحظة أن ما يتعرَّض له الدَّجاج لا يُميت نسبةً منه تُذكر فالأصل فيها الحِلُّ، أما اللُّحوم الأخرى فما تتعرَّض له يُميت نسبةً منها تتفاوت من مسلخٍ إلى آخر؛ ولهذا فإن الأصلَ فيها الورع. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (1/200) حديث (1723)، والترمذي في كتاب «صفة القيامة والرقائق والورع» حديث (2518) من حديث الحسن بن علي ب وقال: «حسن صحيح»، وصححه الألباني في «إرواء الغليل» حديث (12).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   16 الأطعمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend