مادة الجيلاتين الموجودة في كبسولة الدَّواء المصنوعة من شحوم الأبقار الآتية من الدول غير المسلمة، هل هي من المحرمات؟ علمًا بأن الدَّواء الموجود في داخل الكبسولة لا يُمكن تناوله من غيرها؛ لأنه شديد المرارة، إمام مسجد الروضة بمونتريال أحله لأنه لا بديل له. أفيدونا أفادكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن القول في ذلك يعتمد على القول في مدى حِلِّ لحوم هذه المجتمعات:
فإن كانوا يذبحون أنعامهم ولا يُهِلُّون بها لغير الله كانت ذبائح مشروعة، يحل لحمها وشحمها وسائر مكوناتها، ومِن بينها ما يُستخلص منه الجلاتين.
وإن كانت مما لا يحل أَكْله لكونها ميتة، أو مما أُهِلَّ به لغير الله فلا يحلُّ استعمالُ شيء من مكوناتها، لا في الجلاتين ولا في غيره، إلا على سبيل الاضطرار.
فإذا لم يوجد إلا هذا الدَّواء الذي يحتوي على هذا الجلاتين فإن الضرورة تُبيح من المحظور ما يلزم لدفعها، على أن تُقدَّر بقدرها.
وقد صدر قرار المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي في دورته الخامسة عشرة حول الجلاتين، ونصُّه ما يلي:
أولًا: يجوز استعمال الجلاتين المُستخرَج من المواد المباحة، ومن الحيوانات المباحة، المذكَّاة تذكيةً شرعية، ولا يجوز استخراجه من مُحرَّم: كجلد الخنزير وعظامه، وغيره من الحيوانات والمواد المحرمة.
ثانيًا: يُوصي المجلس الدول الإسلامية والشركات العاملة فيها وغيرَهما أن تتجنب استيراد كلِّ المحرمات شرعًا، وأن توفر للمسلمين الحلال الطيب. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. والحمد لله رب العالمين. والله تعالى أعلى وأعلم.