ما حكم تناول «الخل البلسمي»؟ جزاكم الله خيرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا علم لنا بهذا النوع من الخل الذي تذكرينه، ولا يخفى أن الحكمَ على الشيء فرعٌ عن تصوره.
ولكن الخل بصفة عامة إدامٌ مشروع، وقد مدحه صاحبُ الشريعة بقوله: «نِعْمَ الْإِدَامُ الْـخَلُّ»(1).
وفي دورة المجمع حول ما يحل ويحرم من الأغذية والأدوية توصيةٌ حول الخل نسوقها لك بنصها تتميمًا للفائدة:
الأصل في الأطعمة الأباحة، فلا يحرم منها إلا ما استثناها لدليل، والخلُّ طعامٌ من الأطعمة، فيأخذ حكمها في الأصل، وقد ثبت أن النبيَّ ﷺ أكل الخل(2)، ومدحه وأثنى عليه، ولا يمتدح رسولُ الله ﷺ طعامًا خبيثًا أو محرمًا، فالخل المستخلص من الفواكه وغيرها طعام مشروع، ما دام أصلُه فاكهةً، وكان مروره بمرحلة التخمر مرورًا غير مقصود، وإنما هو الأمر الذي تقتضيه طبيعة هذه الصنعة، فما مِن خلٍّ صناعي إلا ويمر بهذه المرحلة، فيمر أولًا بعملية التخمُّر فيتحول إلى كحول قبل أن يتحول إلى خل، وبهذا يظهر الفرق بين هذا النوع وما كان أصلُه خمرًا محرمة، قد تميزت خمرًا، وجرى التعامل معها على هذا الأساس، ثم نشأ التوجه إلى تخليلها، فهذا الذي لا يصلح استعماله إلا إذا تخلل بنفسه، وَفْقًا للصحيح من قولي العلماء في ذلك. والله تعالى أعلى وأعلم.

______________________

(1) أخرجه مسلم (2051).

(2) فقد أخرج مسلم في كتاب «الأشربة» باب «فضيلة الخل والتأدم به» حديث (2052) من حديث جابر بن عبد الله ب. قال: أخذ رسول الله ﷺ بيدي ذات يوم إلى منزله فأخرج إليه فِلقًا من خبز فقال: «ما من أدم؟» فقالوا: لا إلا شيء من خل. قال: «فإن الخل نعم الأدم». قال جابر: فما زلت أحب الخل منذ سمعتها من نبي الله ﷺ. و قال طلحة: ما زلت أحب الخل منذ سمعتها من جابر.