تعمد إبانة رأس الذبيحة عند ذبحها

هل تعمُّد إبانة الرأس يُحرِّم الذبيحة؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الأصلَ في الذبح أن يكون في الحلق، بقطع الحلقوم والمريء والوَدَجَين، ولا ينبغي تعمُّد إبانة الرأس؛ لأن في ذلك زيادةَ تعذيبٍ للحيوان بغير ضرورة، فالأفضل ألا يُبان الرأس عن الجسد حتى تموت الذبيحة، وقد كره أهلُ العلم قَطْع عضو مما ذُكي حتى تزهق نفسه، وممن كره ذلك عطاء وعمرو بن دينار ومالك(1) والشافعي(2)، ولكن ذلك لا يحرِّم الذبيحة.
قال ابن قدامة :: «فإن قُطِع عضوٌ قبل زهوق النفس وبعد الذبح فالظاهر إباحته، فإن أحمد سُئل عن رجل ذبح دجاجة، فأبان رأسها؟ قال: يأكلها. قيل له: والذي بان منها أيضًا؟ قال: نعم. قال البخاري: قال ابن عمر وابن عباس: إذا قُطع الرأس فلا بأس به، وبه قال عطاء والحسن والنَّخَعي والشَّعبي والزُّهري والشافعي وإسحاق وأبو ثور وأصحاب الرأي؛ وذلك لأن قطع ذلك العضو بعد حصول الذكاة، فأشبه ما لو قطعه بعد الموت»(3).
وقال العلامة خليل المالكي في «مختصره مع شرحه»: «وتعمُّد إبانة رأس- يعني أنه يُكره للذابح أن يتعمَّد إبانة رأس المذبوح بعد قطع الحلقوم والوَدَجَين؛ لأنه تعذيبٌ وقطع قبل الموت، ولكنها تؤكل ولو تعمد ذلك»(4). والله تعالى أعلى وأعلم.

___________________________

(1) جاء في حاشية الدسوقي (2/108-109): «(و) كره (سلخٌ أو قطعٌ) لعضوٍ مثلًا من الذبيح (قبل الموت)».

(2) جاء في «نهاية المحتاج» (8/118-119): «ويكره له إبانة رأسها حالا وزيادة القطع وكسر العنق وقطع عضوٍ منها وتحريكها ونقلها حتى تخرج روحها».

(3) «المغني» (9/401-402).

(4) «شرح مختصر خليل للخرشي» (3/18-19).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   16 الأطعمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend