نسألك أن تفيدنا سيدنا الشيخ عن مسألة أكل الخبز في الدول الأوربية، حيث إن الأخت هناك تشتري أحيانًا الخبز غير المصنوع من شحم الخنزير، لكنها سمعت أنهم ربما يدهنون الصِّينية بالشحم؛ لأنه أرخصُ من الزُّبدة النباتية. فما حكم ذلك؟
فهي تلجأ لصنع الخبز الجزائريِّ، فهناك نوع منه إذا لم يُستهلك مباشرة لا نستطيع أكله مرة أخرى؛ لأنه يجفُّ مثل الحجر فتلجأ لرميه؛ لأنه ليس لديهم حيوانات تأكله مثل ما عندنا هنا بالجزائر. فما حكم الدين في ذلك؟ أفيدونا أفادكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فزادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، ونودُّ الإفادة بأن الأصلَ في طعام أهل الكتاب أنه حلٌّ لنا حتى يثبت تحريمُ طعام بعينه(1)، لدخول بعض المواد المحرَّمة في صناعته، إذا لم تُستَهْلك ولم تَسْتَحِلْ إلى مادة أخرى.
كما نودُّ الإفادة بأن اليسير معفوٌّ عنه، فإن تيسَّر لكم بديلٌ مناسب فاحرصوا عليه؛ عملًا بالأحوط وخروجًا من الخلاف، وإن لم يتيسَّر لكم فالأصل أن مثل هذا الاحتمال أو هذه الشَّائعة لا تُحرِّم مثل هذا الخبز.
زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ﴾ [المائدة: 5]