طلب تحكيم بين الزوج وزوجته

شكرًا لردكم شيخنا الفاضل على سؤالي المتعلق بغيرة زوجي بمنعي من الخروج مطلقًا من البيت حتى للضرورة.
وأرجو منك شيخنا الفاضل أن نحتكم إليك وتوجهنا لصالح الأمر أنا وزوجي، فإن كان الخطأ أن أستأذنه للخروج لقضاء حوائجي بمفردي، وأن هذا يعتبر مخالفًا للدين فأتمنى منك أن ترشدني للصواب، وإن كان هو على خطأ بمنعه لي من الخروج مطلقًا حتى للضرورة فأتمنى منك شيخنا الفاضل أن تعيننا على إصلاح ذات بيننا وترشدنا لما فيه الإصلاح.
أستسمحك على الإطالة، وجزيت عنا كل الخير ونفع الله بك.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فيسرني السعي لإصلاح ذات البين، وأعتبره من أجلِّ القربات؛ لقوله ﷺ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟». قالوا: بلى. قال: «إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ؛ فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْـحَالِقَةُ»(1).
ولكن يا بنيتي إن الذي يصلح للقيام بهذه المهمة هو المخالط لكم عن كثب، فلا يتم ذلك من خلال التواصل عن بُعد، فكيف إذا كان يفصلنا آلاف الأميال؟!
فلعلكم تَصْطَفُون من تثقون في دينه وعلمه من أهل الفتوى المخالطين لكم، والقادرين على الاستماع المباشر منكم؛ فإن هذا أَقْومُ بالمصلحة وأرجى لتحصيل المراد، والله من وراء القصد.
ونسأل الله أن يُصلِحَ ذاتَ بينكم، وأن يقذف المحبة بينكم، والهدى في قلوبكم، وأن يصرف عنكم كيد الشيطان. والله تعالى أعلى وأعلم.

_____________________

(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (6/444) حديث (27548)، وأبو داود في كتاب «الأدب» باب «في إصلاح ذات البين» حديث (4919)، والترمذي في كتاب «صفة القيامة والرقائق والورع» باب «ما جاء في صفة أواني الحوض» حديث (2509) من حديث أبي الدرداء. وقال الترمذي: «هذا حديث صحيح».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend