هل يجوز استخدام حيوان منويٍّ من بنك الحيوان المنويِّ لإصابتي بعدم وجود أيَّة حيوانات منوية أبدًا، لأنه هو الحلُّ المتاح أمامي الآن لإحداث حملٍ لدى زوجتي. أتمنى ردَّكم في أسرع وقت، وجزاكم اللهُ خيرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن الذي ذكرتَ لا يحلُّ لك؛ لأن عمليَّات التَّلقيح الصناعيِّ لا تَحِلُّ إلا إذا كانت البويضة من الزَّوجة والحيوان المنويُّ من الزَّوج، فإذا دخل طرفٌ ثالث أفسد هذه العمليَّة وحرَّمها، ولم يكن الجنين المتخلق بناءً عليها ابنًا شرعيًّا لمن باشرها.
أسأل الله جلَّ وعلا أن يُفرِّج كربك وأن يجعل لك من ضيقك فرجًا ومخرجًا، ونوصيك بكثرة الاستغفار؛ فقد قال تعالى: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا﴾ ﴿يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا *  وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ [نوح: 11، 12][نوح: 10- 12].
وليس على الله بمُستكثَرٍ أن يُحقِّق رجاءك برحمة من لدنه، فأَحسِن الظَّن بربِّك، والزم بابه، ولُذْ بأعتابه، وارْضَ بما يقسمه لك، فإنه أرحمُ بك من أمِّك التي ولدتك وهو أولى بك منك. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.