إخبار الخاطب من يريد خطبتها بمرض دوالي الخصية

بارك الله فيك يا شيخنا والقائمين على الموقع.
أنا شاب خاطب، ومقبل على الزواج إن شاء الله. كنت أعاني من دوالٍ في الخصيتين، وقرأت عن الموضوع ورأيت أنه يصيب العديد من الشباب، وقد يكون له تأثير على خصوبة الرجل، وقد لا يكون، حيث إن هناك العديد من المصابين بدوالي الخصية لهم أبناء ولم يتلقوا أي علاجات لذلك الأمر، أي أن الأمر ليس قطعيًّا.
وبعد التشخيص من طبيب مختص نصحني بإجراء العملية، وأخذت بالأسباب وقمت فعلًا بإجرائها وأنا الحمد لله بصحة طيبة.
سؤالي يا شيخ: هل يعتبر هذا الأمر عيبًا؟ وهل يلزمني إخبار الخطيبة وأهلها بهذا الأمر؟ علمًا بأنني لم أُجْرِ تحليلًا للسائل المنوي؛ لأني قرأت لكم فتوى سابقة بعدم لزوم إجراء هذا التحليل قبل الزواج خوفًا من وجود أي مشاكل لا قدر الله في النتيجة حيث يلزم حينها إخبار الخطيبة لكونه يصبح عيبًا مؤكدًا.
أنتظر إجابة فضيلتكم في أسرع وقت؛ لأني على وشك الزواج، وأريد استيضاح الأمر منكم حتى لا أكون غاشًّا لأهلي.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الصحيحَ من أقوال أهل العلم أن العيبَ الذي يُثبت الحق في فسخِ النكاح ويتعين الإخبار به قبل الزواج هو ما يعده الناس عيبًا منفرًا يمنع من حصول مقصود الشارع من الزواج من التواد والتراحم بينهما، ومن حصول الولد؛ فإن كلَّ مطلق في الشرع يرجع في تحديده إلى العرف.
يقول ابن القيم : في «زاد المعاد»: «والقياس أن كلَّ عيب يُنفِّر الزوج الآخر منه ولا يحصل به مقصود النكاح من الرحمة والمودة يُوجب الخيار، وهو أولى من البيع، كما أن الشروط المشترطة في النكاح أولى بالوفاء من شروط البيع، وما ألزم الله ورسوله مغررًا قطُّ، ولا مغبونًا بما غرر به وغبن به. ومن تدبر مقاصد الشرع في مصادره وموارده وعدله وحكمته، وما اشتمل عليه من المصالح، لم يخفَ عليه رُجْحان هذا القول وقربه من قواعد الشريعة»(1).
وما ذكرتَ ليس من جنس هذه العيوب؛ فإنه من الأمور الاحتمالية، فلا يلزم الإخبار به، سيما وقد بادرت إلى اتخاذ الأسباب وعالجت نفسك منه، ولكن إن أخبرت به وأرحت نفسك من هذه الهواجس فلعلَّه يكون أطيبَ لنفسك وأبرأ لذمتك، ولا أظن أن مخطوبتك ستبالي بذلك، بل ربما ازددت في عينها وقارًا وبهاء وهي ترى هذه الشفافية وهذا الورع.
استخر ربك، وامض لما يوجهك ربك إليه؛ فإن في الأمر سعة. والله تعالى أعلى وأعلم.

_____________________

(1) «زاد المعاد» (5/183).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend