التعويض للـمُصاب يكون على الجاني أم المحرِّض؟

بنت تزوَّجَت دون عِلم والدها، وعندما عَلِم والدُها عَدَمَ وجودِها بالمنزل فرَّ مُسرعًا لمنزل الشاب الذي هربت معه البنت. وفي الموقف نفسِه ذهب معه أقاربه وقالوا: إذا قابلتم أحدًا من أهل الشاب اضربوه.
ولكن حينما وصلوا لبيت الشاب قابلهم ابنُ عمِّه، فجَرَى أخو البنت وحَجَز عنه ومنعهم مِن ضَرْبه وقال له: أنت ليس لك دَخْلٌ بهذا. وأبعده بعيدًا.
ولـمَّا لم يجدوا أحدًا قرَّروا الرُّجوع لمنزلهم ليتشاوروا في الأمر، ولكن وهم في الطَّريق اعترضهم الشاب واثنان من أقاربه، فحدثت المشاجرة بينهم، فقام ابنُ عمِّ البنت بإصابة الشاب، وابنُ عمها الآخر أصاب واحدًا آخر. وتمَّت جلسةٌ عُرفية حَكَمت بمصاريف العلاج للاثنين المصابين. فمن يجب عليه دَفْعُ التَّعويض: أخو البنت وأبوها، أم مَن أصابَ؟
أنا المسئولُ أمامهم عن الإتيان بالمبلغ من والد البنت لكِبَر حجم المشكلة؛ ولأنني أخاف أن يقعَ عليَّ وزرٌ أو ذنبٌ من هذا؛ ففكَّرتُ أن أُخبرهم بأن يتحمَّلوا مع والد البنت جزءًا من المال بأن يتحمَّلوا هم النصفَ وهو النصف، ولكنهم قالوا: لقد تشاجرنا لأجله، إذًا هو الذي يتحمَّل.
فأسال اللهَ أن تُجيبنا بردٍّ قاطعٍ للأشخاص الثلاثة: والد البنت، والاثنين اللذين أصابا الرجلين الآخرين التابعين للشاب؛ لأن كلًّا منهم يتحمَّل وِزرَ هذا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد اشترك الجميعُ في المسئولية عن الاعتداء: الأبُ بالتَّحريض، والذين باشروا الاعتداء بممارسة الفعل، ويَحسُن في هذه المسائل أن تُسوَّى صُلحًا، وأن يتكافل الجميعُ في دَفْع مبلغ التَّعويض؛ جمعًا للكلمة وإطفاءً للحرائق ووَأْدًا للفِتَن وإبقاءً على الوشائج بين ذوي القربى. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   13 الجنايات

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend