بين اختلاف مواقيت البلاد الإسلامية وتوقيت ليلة القدر

يختلف توقيت مصر عن السعودية، بحيث تسبقنا بيوم أو نسبقها بيوم، فكيف تأتي ليلة القدر: هل تأتي عندنا في يوم وتأتي عندهم في يوم آخر؟ أرجو توضيح هذة المسألة.
﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [القدر: 1]معنى الآية أن القرآن نزل في ليلة القدر، فهذا يدلُّ أنها نزلت في يوم مُحدَّد، فكيف يتمُّ الربط بينها وبين الحديث: «فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ كُلِّ وِتْرٍ»(1). يعني هذا أنها ليست في يوم محدد؟

______________

(1) أخرجه مسلم في كتاب «الصيام» باب «فضل ليلة القدر والحث على طلبها وبيان محلها وأرجى أوقات طلبها» حديث (1167) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

__________________

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن ليلة القدر قد شاء الله عز وجل  أن يُخفي عينها عن هذه الأمة لتجتهد في العبادة في العشر الأواخر، ومن أهل العلم من قال: إنها في ليلة بعينها، ومن قال: إنها متنقلة بين الوتر من العشر الأواخر.
وسواء أكان هذا الأمر أم ذاك فإن الذي يلزمك هو الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر عامة وفي الوتر منها خاصة، وتترك تحديد ذلك إلى الله عز وجل .
واختلاف المواقيت بين بعض البلدان العربية لا يعني أن هناك بدايات مختلفة لرمضان ولليلة القدر فيه على وجه التحقيق، فإن بداية رمضان على وجه التحقيق عند الله جل وعلا واحدة، وكذلك ليلة القدر منه، ولكن الله عز وجل  قد رفع الإثم عن المجتهدين في هذا الباب، فمن أصاب منهم فله أجران، ومن أخطأ فله أجر(1). والله تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الاعتصام بالكتاب والسنة» باب «أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ» حديث (7352)، ومسلم في كتاب «الأقضية» باب «بيان أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ» حديث (1716) من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه .

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 الصيام

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend