ما حكمُ مَن أفطر يومًا في شهر رمضان بعذرٍ ومن غير عذر مع التوضيح؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن مَن أفطر يومًا من شهر رمضان لعذر شرعيٍّ كما لو كان مريضًا أو على سفرٍ فإنه يقضي بدلًا منه يومًا آخر ولا إثم عليه؛ لقوله تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة: 184].
أمَّا مَن أفطر بغير عذرٍ فإن كان فطرُه بالجماع لزمه القضاء والكَفَّارة؛ لما رواه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: بينما نحن جلوسٌ عند النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجلٌ فقال: يا رسول الله هلكت. قال: «مَا لَكَ؟» قال: وقعت على امرأتي وأنا صائمٌ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «هَلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟» قال: لا. قال: «فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟» قال: لا. فقال: «فَهَلْ تَجِدُ إِطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟» قال: لا. قال: فمكث النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ، فبينا نحن على ذلك أُتِيَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بعَرَقٍ فيها تمرٌ- والعرق: المكتل- قال: «أَيْنَ السَّائِلُ؟» فقال: أنا. قال: «خُذْهَا فَتَصَدَّقْ بِهِ». فقال الرَّجلُ: أعلى أفقرَ منِّي يا رسول الله؟! فوالله ما بين لابتيها- يريد الحرَّتين- (أي: المدينة) أهلُ بيتٍ أفقر من أهل بيتي. فضحك النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حتَّى بدت أنيابُه، ثمَّ قال: «أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ»(1).
وإن كان فطرُه بغير الجماع لزمه القضاء والتَّوْبة، والإكثارُ من عمل الصَّالِحات، وأَمْرُه في قبول توبته إلى الله . واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب «الصوم» باب «إذا جامع في رمضان» حديث (1936)، ومسلم في كتاب «الصيام» باب «تغليظ تحريم الجماع في نهار رمضان» حديث (1111).