شيخنا الفاضل: ما دام العمل- الذي سار عليه جمهور الصحابة والتابعين ومن بعدهم من جماهير أهل العلم من فقهاء الحنفية والمالكية والشافعية- هو أن أول وقت أداء الجمعة هو دخول وقت الزوال كما تفضلتم مشكورين بنقل أدلتهم في الفتوى التي نشرت بتاريخ 13- 07- 2008. فهل لي أن آخذ بالأحوط في خاصة نفسي بأن أعيدها ظهرًا بعد أن أشهد الجمعة معهم؛ درءًا للفتنة ومراعاة أيضًا لرأي الإمام أحمد نفسه عندما قال في هذه المسألة: «ما ينبغي أن يُصَلَّى قبل الزوال» كما نقل ذلك عنه الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه «فتح الباري شرح صحيح البخاري». كتاب الصلاة- باب وقت الجمعة إذا زالت الشمس؟ شيخنا الفاضل: أفيدونا جزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
الأصل أيها الحبيب أن من شهد الجمعة وأداها مع جماعة المسلمين فصلاته صحيحة، وإن كان أداؤها قبل الزوال، لاسيما وأن لمن فعل ذلك حظًّا من النظر وتعلقًا بالنصوص، وسلفًا ممن مضى من علماء هذه الأمة، أما قضية الإعادة على سبيل الاحتياط فيمكن تخريجها على قول من قال بإعادة الجمعة ظهرًا عند تعددها على سبيل الاحتياط، كذلك بناء على أن الجمعة لمن سبق، وإن كنت أخشى أن يفتح باب الإعادة بابًا إلى الجدل والتشرذم عندما ينتشر الأمر ويفشو في أوساط الجالية، وهو آيل إلى ذلك لا محالة.
ومن ناحية أخرى، فإن الظاهر أيها الحبيب أن الذين يصلون الجمعة قبل الزوال إنما يكررون الجمعة في المسجد الواحد لضيقه عن استيعاب المصلين، فإذا كان ذلك كذلك فلتشهد معهم الجمعة التي تكون بعد الزوال خروجًا من الخلاف، فإن ذلك خير لك من أن تشهد ما يكون قبل ذلك ثم تعيدها ظهرًا. ونسأل الله لك أيها الحبيب التوفيق والسداد. والله تعالى أعلى وأعلم.
مسألة بدء خطبة الجمعة قبل الزوال
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 02 الصلاة