قبض اليدين بعد الرفع من الركوع

هل يجوز أن أضع اليمنى على اليسرى عند الرفع من الرُّكوع؟ ومتى أذكر الله بعد الصَّلاة؟ حيث يقول الرَّسول: إنني إذا سبَّحت وحمدت وكبَّرت وقلت ذلك دبر كلِّ صلاة غُفِر لي ما تقدَّم من ذنبي. ولكن هل يجب أن أنوي أنني أسبِّح لأخذ هذا الأجر؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالجمهور على إسدالها(1)، ومن أهل العلم من قال بوضعها على الصدر كما كان قبل الركوع، والأدلة على ذلك هي نفس أدلة القبض قبل الرُّكوع؛ لأن القيام بعد الرُّكوع كالقيام قبله ولا فرق.
مع ملاحظة أن هذه المسألة من مسائل الاجتهاد، فلا ينبغي تشقيق القول فيها ولا إكثار الجدل حولها.
وإذا فرغتَ من صلاتك فَأْتِ بالأذكار المشروعة التي ذكرت(2)، واستحضر النِّيَّة في كلِّ عمل، «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»(3). زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

ـــــــــــــــــــــــ

(1) جاء في «المدونة» من كتب المالكية (1/169-170): «وقال مالك: في وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة؟ قال: لا أعرف ذلك في الفريضة وكان يكرهه ولكن في النوافل إذا طال القيام فلا بأس بذلك يعين به نفسه».
وجاء في «المجموع» من كتب الشافعية (3/266-270): «وحكى ابن المنذر عن عبد الله بن الزبير والحسن البصري والنخعي: أنه يرسل يديه ولا يضع إحداهما على الأخرى، وحكاه القاضي أبو الطيب أيضا عن ابن سيرين وقال الليث بن سعد: يرسلهما، فإن طال ذلك عليه وضع اليمنى على اليسرى للاستراحة. وقال الأوزاعي هو مخير بين الوضع والإرسال».
وجاء في «البناية» من كتب الحنفية (2/183-184): «ويرسل في القومة: أي في القومة من الركوع لأنه ليس فيه ذكر مسنون».
(2) ففي الحديث المتفق عليه الذي أخرجه البخاري في كتاب «الأذان» باب «الذكر بعد الصلاة» حديث (843)، ومسلم في كتاب «المساجد ومواضع الصلاة» باب «استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته» حديث (595) من حديث أبي هريرة t: أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم  فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم. فقال: «وَمَا ذَاكَ؟» قالوا: يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق ويعتقون ولا نعتق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أَفَلَا أُعَلِّمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ وَلَا يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ إِلَّا مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ؟!» قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «تُسَبِّحُونَ وَتُكَبِّرُونَ وَتَحْمَدُونَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً».
(3) أخردجه مسلم (1907).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend