صلاة قيام الليل ثلاثًا ثلاثًا

صلَّى بنا أحد الأئمة صلاة التراويح في كل مرة ثلاث ركعات متتالية بسلام واحد، ثم ثلاث ركعات متتالية بسلام واحد، ثم ركعتان، ثم ثلاث ركعات وتر، ثم قال بعد ذلك: إن هذه الكيفية صحيحة. فما مدى صحة كلامه؟ علمًا بأنه شافعي المذهب.

نرجو تأصيل الجواب وردَّه إلى كتب الفقه؛ لأن هناك فتنة قامت في المسجد بعد هذا العمل.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد اختلف العلماء رحمهم الله في كيفية التطوع بالليل:
فذهب جمهور العلماء(1) إلى أن التطوع باللَّيل مثنى مثنى، واستدلوا بحديث ابن عمر ب في الصَّحيحين قال: قال رسول الله : «صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى»(2).
وقال أبو حنيفة: «إن شئتَ ركعتين، وإن شئت أربعًا، وإن شئت ستًّا، وإن شئت ثمانيًا»(3).
واستدل بحديث عائشة ل قالت: «ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم  يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عَشْرة ركعةً؛ يصلي أربعًا لا تَسْأَلْ عن حُسْنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا»(4).
والذي يظهر أن السُّنة في صلاة اللَّيل إنما هي مَثْنى مثنى؛ وذلك لحديث عائشة ل: «صَلَاةُ اللَّيلِ مَثْنَى مَثْنَى».
وعنها ل: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  كان يصلي ما بين أن يَفْرغ من العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يُسلِّم من كلِّ ركعتين(5).
وأما حديث عائشة الآخر: «يصلي أربعًا لا تسأل عن حسنهن وطولهن» فهو مُبيَّن بحديثها الآخر: «صَلَاةُ اللَّيلِ مَثْنَى مَثْنَى»؛ إذ إنها ذكرت أربعًا ولم تذكر السَّلام، وقد ذكرَتْه في الأحاديث الأخرى.
أما الصلاة على النَّحْو الوارد في السُّؤال فلا أعلم لها أصلًا فيما وقفنا عليه، ولعل صاحب الفضيلة الذي أقام للناس هذه الصلاة يكتب إلينا أو يتصل بنا، ويسعدنا الاستماع إليه والتَّواصل معه. والله تعالى أعلى وأعلم.

ـــــــــــــــــــــ

(1) جاء في «المغني» من كتب الحنابلة (2/91): «مسألة: قال: (وصلاة التطوع مثنى مثنى) يعني يسلم من كل ركعتين، والتطوع قسمان؛ تطوع ليل، وتطوع نهار، فأما تطوع الليل فلا يجوز إلا مثنى مثنى. هذا قول أكثر أهل العلم، وبه قال أبو يوسف، ومحمد».
(2) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الجمعة» باب «كيف كان صلاة النبي ﷺ» حديث (1137)، ومسلم في كتاب «صلاة المسافرين وقصرها» باب «صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل» حديث (749).
(3) انظر «المغني» (1/433).
(4) سبق تخريجه وغيره» حديث (1147).
(5) أخرجه مسلم في كتاب «صلاة المسافرين وقصرها» باب «صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم  في الليل وأن الوتر ركعة وأن الركعة صلاة صحيحة» حديث (736).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend