صفة قيام الليل ووقته الصحيح

هل يجب أن يسبق قيام الليل نومٌ أم أنه يمكن للإنسان أن يصلي قيام الليل إذا ما ظل مستيقظًا إلى وقت متأخر من الليل؟ وما هي صفات قيام الليل ووقته الصحيح وفقًا لسنة الرسول ﷺ؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن المعهود من هديه صلى الله عليه وسلم  أن قيام الليل يسبقه نوم، ولكن من امتدَّ به السهر لسبب عارض إلى الثلث الأخير من الليل أو قريب منه فإنه يُستحب ألا يفوت على نفسه حظها من هذه الرغبة العظيمة.
وأفضل الأوقات لقيام الليل الثلث الأخير، إذا تيسَّر ذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «مَنْ خَافَ أَنْ لَا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ؛ فَإِنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ»(1).
ولقوله صلى الله عليه وسلم : «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ»(2).
هذا الحديث العظيم يدل على أن التعبد في آخر الليل في الثلث الأخير أفضل، وإن صلى في وسط الليل فهو وقتٌ عظيم.
كذلك فمِن كلِّ الليل أَوْتَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (3).
وإن صلى في أول الليل وذلك بعد صلاة العشاء مخافة ألا يقوم فقد أصاب، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم  أبا هريرة وأبا الدرداء بالإيتار قبل النوم(4). والسبب- والله أعلم- أنهما يدرسان الحديث ويخشيان ألا يقوما في آخر الليل.
وصفوة القول أن من طمع أن يقوم آخر الليل فهو أفضل، ومن خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أول الليل. والله تعالى أعلى وأعلم.

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه مسلم في كتاب «صلاة المسافرين وقصرها» باب «من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله» حديث (755) من حديث جابر بن عبد الله ب.
(2) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الدعوات» باب «الدعاء نصف الليل» حديث (6321)، ومسلم في كتاب «صلاة المسافرين وقصرها» باب «الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه» حديث (758)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
(3) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الجمعة» باب «ساعات الوتر» حديث (996)، ومسلم في كتاب «صلاة المسافرين وقصرها» باب «صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم  في الليل وأن الوتر ركعة وأن الركعة صلاة صحيحة» حديث (745)، من حديث عائشة ل.
(4) فقد أخرج البخاري في كتاب «الصوم» باب «صيام أيام البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة» حديث (1981) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه  قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم  بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام.
وأخرج مسلم في كتاب «صلاة المسافرين وقصرها» باب «استحباب صلاة الضحى وأن أقلها ركعتان وأكملها ثمان ركعات وأوسطها أربع ركعات أو ست والحث على المحافظة عليها» حديث (722) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه  قال: أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم  بثلاث لن أدعهن ما عشت: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، وبأن لا أنام حتى أوتر.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend