سجود التلاوة بسماع آية السجود في الراديو

في يوم الجمعة يشغِّل المسجدُ الراديو، ويقرأ بعضَ السور مِن القرآن الكريم، وفي آخر السورةِ: ﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾ [العلق: 19]، فأجد الناسَ يسجدون، وبعدها يقرءون الفاتحة، فهل هذا صحيح؟ أرجو الإفادة.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فمن كان يستمع إلى القرآن الكريم مِن خلال التسجيل فالظاهر أنه لا يلزمه سجودٌ؛ لأن سجودَ التلاوة لا يُشرَع للمستمع إلا إذا سجدَ القارئ؛ لأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم  قرأ عليه زيدُ بن ثابت رضي الله عنه  سورةَ «النجم» ولم يسجد، فلم يسجد النبي صلى الله عليه وسلم  (1)؛ فدل ذلك على عدمِ وجوبِ سجودِ التلاوة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم  لم يُنكِر على زيدٍ تركَه، كما دل الحديثُ أيضًا على أن المستمعَ لا يسجدُ إلا إذا سجد القارئ.
وقد جاء في «الفتاوى الهندية» وهو من كتب الأحناف: «إن سَمِعَها- يعني آية السجدة- مِن الصَّدَى- وهو ارتداد الصوت من مكان بعيد- لا تجبُ عليه»(2). فمثله: إذا سَمِعَها مِن جهازِ تسجيلٍ ونحوه. والله تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الجمعة» باب «من قرأ السجدة ولم يسجد» حديث (1073)، ومسلم في كتاب «المساجد ومواضع الصلاة» باب «سجود التلاوة» حديث (577)، من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه  قال: قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم  «والنجم» فلم يسجد فيها.
(2) «الفتاوى الهندية» (1/132).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend