أعلم أن جمهور الموجبين لصلاة الجماعة يُجيزونها خارج المسجد، وبعضهم لا يُجيزونها مثل ابن القيم: ومن تأمل السنة حق التأمل.. إلخ. وهو كلام مقنع.
ولقد أخذت بالأحوط لأكثر من سنتين ولكن أدى ذلك لرفضي للعمل وانطوائي؛ لأنني لن أستطيع الأخذ بالأحوط إذا خرجت للدنيا.
والآن يريدني والداي أن أعمل؛ لأنهما خائفان على مستقبلي. فهل آثَمُ إذا أخذت بقول عدم تعيين المسجد لصلاة الجماعة رغم وجاهة الرأي الآخر بالنسبة لي؛ لأنني أُحس أنني سأكون آثرت الحياة الدنيا على الآخرة؛ لأن إدراك تكبيرة الإحرام لأكثر من سنتين سينتهي بالتأكيد إذا خرجتُ إلى الدنيا؟
ولا تقل لي يُمكنك التوفيق بينهما، أريدك أن تفترض أن القول الأحوط هو الصواب، وإن كنت لا تقوله فما الذي سيحدث لي؟ وهل أكون محقًّا إذا طلبت من والداي أن يُنفقا عليَّ طالما أنهما مستطيعان حتى لا آخذ بالأخف إلا للاضطرار؟ أرجوك أن تجيب على هذه النقاط.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن رفضك للعمل وانطواءك في بيتك وبقاءك عالةً على والديك بدعوى حرصك على تكبيرة الإحرام فَهْم مغلوط لا أعلم فقيهًا قال به! بل اخرج إلى العمل، والتمس رزقك، ومارس دورك في صناعة الحياة، والجماعة تلزمك إن سمعتَ النداء وتمكَّنت من الإجابة، وإلا صلَّيتَ حيثما كنت.
وابحث لك يا بني عن مرشدٍ يُعينك على فَهْم ما تقرأ، ولا تعتمد على مجرد قراءتك وفهمك الشخصي لذلك. زادك الله رشدًا وبصيرة، والله تعالى أعلى وأعلم.