كَثُر في الآونة الأخيرة دخولُ بعض المسلمين المساجدَ بـالشورت الـمُحاذي للرُّكبة حتى أصبحت «موضة»، فما حكم الصَّلاة في الشورت؟ وهل هو لائقٌ للوقوف بين يدي الله جلَّ وعلا؟ وماذا عن قوله : «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»(1). أليس لبسُ المسلم المقيم في بلاد الغرب للشورت هو تشبُّهًا بالمجتمع الغربيِّ الذي يعيش فيه؟ وما معنى قوله تعالى: «يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ» [الأعراف: 31]؟ هل الصَّلاة بالشورت تُناقض هذا القولَ الكريم؟ وجزاكم الله عنَّا كلَّ خير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن الواجبَ يتحقَّق بستر العورة، والعورة بالنِّسبة للرَّجل من السُّرَّة إلى الركبة، والركبة هي الفاصلة بين العورة وبين غير العورة، فما فوق الركبة من العورة، والركبة وما تحتها ليست من العورة في حقِّ الرَّجل.
فإذا تحقَّق هذا القدر فقد تحقَّق الواجب وصحَّت الصَّلاة، ويبقى ما وراء ذلك من الرغائب والـمُستحبَّات، ونُحِبُّ للمصلين أن يأخذوا زينتهم عند الصَّلاة بما يُعَدُّ في العرف زينةً بعد تحقق الواجب، على أن لا يتضمن ذلك تشبهًا بغير المسلمين فيما هو من خصوصياتهم أو تشبهًا بالفُسَّاق، ولكن لا نضيق واسعًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أبو داود في كتاب «اللباس» باب «في لبس الشهرة» حديث (4031) من حديث ابن عمر رضي الله عنه ، وذكره الحافظ العراقي في «تخريج أحاديث الإحياء» (1/217) وقال: «أبو داود من حديث ابن عمر بسند صحيح». وحسنه الألباني في «مشكاة المصابيح» حديث (4347).