تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها لغير كبير ضرورة

وأسأل الله أن يجازيكم عنا خيرًا، هل يجوز للنِّساء الصَّلاة في أماكن عامة؟
مثال: بالأمس وأنا عائدٌ من العمل ركبت معنا الميكروباص فتاةٌ، وشهادة حقٍّ أنها كانت تلبس زيًّا إسلاميًّا، وقبل أن تجلس وضعت شنطتها بينها وبيني، مما زادني احترامًا لها، وكان وقت صلاة العشاء قد اقترب، وواضحٌ أنها لم تُصَلِّي المغرب، فقامت بأداء صلاة المغرب وهي جالسةٌ في موضعها.
فهل جائزٌ للنِّساء الصَّلاة في أماكن عامة؟
علمًا بأنني كنت على وضوء أيضًا، ولكنني لم أُصلِّ في الميكروباص، وللأسف أُذِّن لصلاة العشاء قبل أن ننزل من الميكروباص.
وهناك سؤالٌ آخر: دائمًا أتوضَّأ لصلاة المغرب قبل أن أخرج من عملي، ومعظم الأيَّام يُؤذَّن لصلاة العشاء قبل أن أصل للمنزل. فهل أصلي في الميكروباص أم ماذا أفعل؟
وفي بعض الأيَّام أدخل لأصليَ معهم العشاء ولم أكن قد قمتُ بصلاة المغرب. فماذا أفعل: أصلي معهم العشاء وبعد ذلك المغرب، أم أصلي العشاء وبعد ذلك المغرب، وبعد ذلك أعود أصلي العشاء للحفاظ على التَّرتيب، أم من الممكن أن أصلي المغرب مقدمًا قبل أن أخرج من العمل؟
علمًا بأنني أستغرق في المواصلات حوالي ساعةً ونصفًا، وأحيانًا ساعتين.
أسألكم الدُّعاء لي بالثَّبات.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد جعل اللهُ الصَّلاةَ على المؤمنين كتابًا موقوتًا(1)، وأفضل الأعمال الصَّلاة لوقتها، ويَحرُم تأخيرُ الصَّلاة حتى يخرج وقتُها، فمن خشي خروجَ الوقت ولم يكن له من بدٍّ إلا أن يصلِّي في وسائل المواصلات صَلَّى بها ويجتهد في استقبال القبلة، فإن الصَّلاةَ لا تسقط حتى في القتال وعند التحام الصُّفوف، ولكن توجد رخصة الجمع بين الظهر والعصر، أو بين المغرب والعشاء عند الحاجة.
أي أن من اضطُر بسبب المواصلات إلى أن يجمع بينهما فلا حرج عليه، إذا لم يكن ثمة خيارٌ آخر؛ فقد جمع النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم  بين الظُّهر والعصر وبين المغرب والعشاء في غير خوفٍ ولا سفرٍ ولا مطر؛ لئلا يحرج أمته(2).
ومن فاتته صلاة الغرب فيلزمه أن يأتيَ بها أوَّلًا محافظةً على التَّرتيب، إلا إذا وجد جماعةً قائمةً؛ فيُشرع له أن يأتي بالعشاء ليدرك الجماعة؛ فإن الجماعة تسقط وجوب التَّرتيب.
زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) قال تعالى: ﴿فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103].
(2) أخرجه مسلم في كتاب «صلاة المسافرين وقصرها» باب «الجمع بين الصلاتين في الحضر» حديث (705).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend