الصلاة في المساجد المقبورة

منذ فترة أذن لصلاة العشاء، وأنا في الطريق وجدت مسجدًا، فدخلت لكي أصلي العشاءَ وإذا به قبرٌ فسألت: ما هذا المسجد؟ فقالوا: مسجد السيدة عائشة. ووجدت ناسًا «ملتفة» حول القبر فأخذت حذائي وخرجت ولم أصلِّ، وبحثت عن مسجد آخر لكي أصلي به، وتذكرت حديث النبي: «لُعِنَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا مِنْ قُبُورِ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»(1) فهل علي إثم إذ خرجت من المسجد أم كنت أصلي العشاء ولا أخرج من المسجد؟ مع العلم أنهم قد انتهوا من صلاة الجماعة أقصد الجماعة الأولى.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنه لا ينبغي قصد الصَّلاة في مسجد به قبر، فإن القبر والمسجد في الإسلام لا يجتمعان، للحديث الذي ذكرت، ولغيره من الأحاديث الصَّحيحة، أما إذا حدَثَ ذلك عرَضًا بغير قصد، مع إنكارك على ما يقع حول المشاهد من بدع ومحدثات فلا حرج، وصلاتك صحيحة. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الصلاة» باب «الصلاة في البيعة» حديث (437)، ومسلم في كتاب «المساجد ومواضع الصلاة» باب «النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها والنهي عن اتخاذ القبور مساجد» حديث (530)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend