الصلاة في المساجد المبنية والمجهزة من قروض ربويةالصلاة في المساجد المبنية والمجهزة من قروض ربوية

قرأت كتابَكم في الرد الكافي الشافي على القول بجواز القروض الربوية لشراء المنازل، أنا أسكن في فرنسا وقد صُدمت في الفترة الأخيرة عندما سمعتُ أن أكثر مِن مسجدٍ في المدينة التي أَقطنها تمَّ تسديدُ ثمنِها وسدُّ حاجات إعدادها للصلاة مِن قروضٍ ربويةٍ، ولا حول ولا قوة إلا بالله! أريدُ مِن فضيلتكم التعليقَ على هذا الأمر، ثم إجابتي عن أسئلة تراودني، وهي: جواز الصلاة في هذه المساجد؟ والدراسة أو التدريس فيها؟ جزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا ينبغي بناء المساجد ولا تجهيزها من هذه القروض، وإنه لمن العار على الجاليات المسلمة المقيمة خارجَ ديارِ الإسلام أن تُلجِئَ القائمين على بيوت الله إلى الاقتراض الربويِّ وفيهم عِرقٌ يَنبِض أو نَفَسٌ يتردَّد! وقد عَلِمُوا أن قُرَيْشًا في زمانِ الجاهليةِ أَبَوْا أن يُدخِلُوا في ترميمِ سورِ الكعبةِ مالًا حرامًا، فقد قال أبو وهب بن عائذ بن عمران بن مخزوم: «يا معشرَ قريش، لا تُدخِلُوا في بنيانها مِن كَسْبِكم إلا طَيِّبًا، لا يَدخُل فيها مهرُ بغيٍّ، ولا بيعُ رِبًا، ولا مظلمةُ أحدٍ من الناس»(1).
أما الصلاة في هذه المساجد فهي صحيحة، ولا علاقةَ لذلك بما دَخَلَ بناءَها أو تجهيزها مِن هذه الشوائب؛ فإثم ذلك على مَن تقلَّدَه أو لم يُعِنْ عَلَى مَنْعِه، ولا حرجَ على من صلَّى بها. والله تعالى أعلى وأعلم.

ـــــــــــــــــــــ

(1) «السيرة النبوية» لابن هشام (2/15).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend