الصلاة باللغة الإنجليزية

إنه يصعب عليَّ تعلم الصلاة باللغة العربية، فهل يجوز لي أن أصلي باللغة الإنجليزية حتى أتعلم العربية؟ أو هل يجوز لي الامتناع عن الصلاة بالكلية حتى أتعلم العربية؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالأصل في الصلاة أن تكون كما علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكما تناقلتها الأمة عبر القرون، وهي باللغة العربية كما لا يخفى، فقراءة القرآن ركن في الصلاة، والترجمات لمعاني القرآن لا تسمى قرآنًا بالإجماع، بل هي ترجمات لمعانيه، وقد رأينا من الأعاجم من باكستان وغيرها من يجيدون قراءة القرآن بأحكامه ولعلهم لا يدرون من معانيه حرفًا واحدًا.
وعلى هذا فيجب على حديث العهد بالإسلام أن يتعلَّم من اللُّغَة العربيَّة ما لابد منه لتصحَّ صلاته، ومن المعلوم أنه «لَا صَلَاةَ لِـمَنْ لَـمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ»(1)، وفاتحة الكتاب سورة من سور القرآن، والتَّرْجمة لا تُسمَّى قرآنًا كما ذكرنا؛ لأن القرآنَ هو اللَّفظ العربيُّ الـمُنزَّل على محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذا فكما وفَّقك الله لهدايته للإسلام أرجو أن يُوفِّقك لتعليمه ما لابد منه لصِحَّة صلاته من اللُّغَة العربيَّة، ولقد يسر الله القرآن للذكر.
وفريضة الصلاة لا تسقط بحال من الأحوال، والتكليف إنما يكون في حدود الوسع والطاقة، قال تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286]. وقال صلى الله عليه وسلم : «وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ»(2).
فعلى المسلم أن يتقي الله ما استطاع، وأن ما أمر به في حدود وسعه وطاقته.
وعلى هذا فلا حرج في أن تؤدي صلاتك مؤقتًا بما تحسنه من اللغات أو تقتصر على التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير، على أن تبادر على الفور إلى تعلم ما لا تصح صلاتك إلا به من اللغة العربية، وأدنى ذلك التكبير وقراءة الفاتحة والتشهد، وذلك ميسور بإذن الله، ولكن لا يحل لك ترك الصلاة لا بسبب اللغة ولا لغير ذلك من الأسباب. والله تعالى أعلى وأعلم.

ـــــــــــــــــــ

(1) أخرجه البخاري (756).
(2) أخرجه مسلم (7288).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend