ما حكم الدعاء في الصلاة بغير العربية لأجانب؟ وخاصة أن الدعاء بلغة الشخص يكون بقوة ومن قلبه، مع العلم أن القراءة والتسبيح باللغة العربية. وجزاكم لله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فهذه المسألة موضع نظر بين أهل العلم، والذي يتبين لنا أنه يفرق بين الأدعية المأثورة في الصلاة والأدعية المطلقة، أما الأدعية المأثورة فينبغي أن يؤتى بها بلفظها كما وردت في السنة؛ لأنها تعبُّد محض، فيجب الإتيان بمثل هذه الأدعية كما وردت بلفظها ومعناها، إلا من كان عاجزًا عنها، فيُعذَر بذلك إلى أن يتعلم من اللغة ما يمكِّنه من الإتيان بهذه الأدعية وفهم معناها.
أما الأدعية المطلقة فإن الأمر فيها واسع؛ لأن المراد بالدعاء لفظه ومعناه، وإذا تعارضا فالمعنى مقدم على اللفظ في مثل هذا النوع، فحضور القلب واجتماعه على الدعاء مقدَّم على التقيد بلغة بعينها؛ لأن الأصل في محتواه هو عقل المعنى، ومعرفة القصد، فنعتقد القول بأنه يجزئ بأي لفظ ألقاه المصلي. والله تعالى أعلى وأعلم.
