الاجتماع في المسجد لقراءة القرآن للميت والموعظة بعدها

تعوَّد المسلمون هنا في البرازيل إقامة «مقرأة» أو «عُشر قرآن» وذلك بعد وفاة الميت، وهو عبارة عن لقاء في المسجد يصلون العشاء ثم يقرءون سورتي الفاتحة ويس وقصار السور ويهدون ثواب ذلك للميت، ثم يقوم الشيخ بإلقاء كلمة وعظ على المتواجدين، وينصرف الناس بعدها.
وهذا العمل يجده بعض الدعاة فرصة للتواصل مع الناس خصوصًا في بلاد الأقليات المسلمة، وقد أنكر بعض الدعاة هنا هذا العمل ويعتبرونه بدعة في الدين ومعصية للرسول، لذلك توجهنا إليكم بهذه الرسالة متمنين منكم بيان الحق في هذه المسألة. بارك الله فيكم.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
الأصل أن الاجتماع لقراءة القرآن وسماع الموعظة سنة، «وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ الله يَتْلُونَ كِتَابَ الله وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْـمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ الله فِيمَنْ عِنْدَهُ»، ولكن اعتياد ذلك وتخصيصه بمناسبة معينة وزمان معين وهيئة معينة هو البدعة، فالأصل سنة ولكن الكيفية بدعة.
هذا وقد وقع خلاف بين أهل العلم في وصول ثواب القراءة إلى الميت على قولين مشهورين؛ اختار شيخ الإسلام القول بالجواز، وما كان في محل الاجتهاد لا يضيق فيه على المخالف.
وعلى كل حال ينبغي الترفق في الدعوة إلى الله عز وجل وإشاعة العمل بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتجنب أسباب الفرقة والاختلاف ما أمكن، لاسيما مع من يعيشون خارج ديار الإسلام، حيث شيوع الجهالة وفتور الشرائع وغلبة الفتن وقلة العلم بآثار الرسالة، وإن رأى الدعاة إلى الله في هذه المواقع التدرج بالمدعوين حتى يتعودوا السنة ويألفوها فلا حرج.
ويستفاد من هذه الاجتماعات في تذكير الناس بالله عز وجل وتألف قلوبهم على محبته وطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم التدرج بهم على طريق الاتباع، فإن مبنى الشريعة على تحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend