الائتمام بالمسبوق بالصَّلاة

إذا دخلتُ المسجدَ وقد انتهى الإمام من الصَّلاة، هل يجوز لي أن أتَّبِعَ إحدى الأخوات المسبوقات حتى أكسب أجر الجماعة؟ وماذا يجب عليها: هل تُكبِّر فقط أم تقرأ بصوتٍ مرتفع إذا كانت الصلاةُ جهرية؟ وجزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد اختلف الفقهاءُ في جواز الائتمام بالمسبوق بالصَّلاة: فمنهم من منع هذه الصُّورة بناءً على اشتراط نيَّة الإمامة عند الابتداء بالصَّلاة، وهذا هو مذهب الإمام أحمد(1) وغيره. ومنهم من رخَّص في ذلك؛ لأنه يرى عدمَ اشتراط ذلك، وهذا مذهب الشَّافعيِّ(2). والصَّحيح أنه يجوز لمن دخل المسجد ثم وجد شخصًا مسبوقًا أن يأتمَّ به فيما أدركه من صلاته، ثم إذا سلَّم أتمَّ صلاته؛ لأنه لم يَرِد دليلٌ في الشَّرْع يدلُّ على وجوب اشتراط نية الإمامة من أول الصَّلاة، وينبغي أن يُنبِّه المسبوق على هذا ليستأنف هذه النِّيَّة، وعلى هذا فلا حرج في أن تأتمِّي أيتها السائلة بمن سبقتك إلى الصَّلاة من الأخوات، وتفعل في صلاتها ما تفعله في سائر صلواتها فتجهر في الجهرية وتسرُّ في السرية. زادَك اللهُ حِرْصًا وتوفيقًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) جاء في «الفروع لابن مفلح» من كتب الحنابلة (1/399): «يُشتَرَطُ نِيَّةُ المَأمُومِ لِحَالِهِ وَكَذَا نِيَّةُ الإِمَامِ عَلَى الأَصَحِّ».
وجاء في «الإنصاف» من كتب الحنابلة (2/27-28): «وَمِن شَرطِ الجَمَاعَةِ: أَن يَنوِيَ الإِمَامُ وَالمَأمُومُ حَالَهُمَا) أَمَّا المَأمُومُ: فَيُشتَرَطُ أَن يَنوِيَ بِلا نِزَاعٍ، وَكَذَا الإِمَامُ عَلَى الصَّحِيحِ مِن المَذهَبِ مُطلَقًا، وَعَلَيهِ جَمَاهِيرُ الأَصحَابِ وَقَطَعَ بِهِ كَثِيرٌ مِنهُم».
(2) جاء في «المجموع» من كتب الشافعية (4/95-98): «نِيَّةَ الإِمَامَةِ لا تَجِبُ، وَلا تُشتَرَطُ لِصِحَّةِ الاقتِدَاءِ وَبِهِ قَطَعَ جَمَاهِيرُ أَصحَابِنَا».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend