الأولى بالإمامة في الصلاة

من الأحق بأن يؤم الناس من الشخصين التاليين:

الأول: أعجميٌّ، إما أنه كان من طلبة العلم في الماضي أو قرأ أو استمع إلى العلماء حين كان يعيش في إحدى الدول العربية، يحفظ الكثير من القرآن ولكنه ضعيفٌ جدًّا في التفخيم والترقيق لدرجة أنه كثيرًا ما يخلط بين الـ«ط» والـ«ت»، والـ«ض» والـ«د»، والـ«ق» والـ«ك»، والـ«ذ» والـ«ظ».
الثَّاني: عربيٌّ ليس من طلبة العلم ولكنه لديه خلفية شرعية، يحفظ من القرآن أقلَّ ولكنه يقرأ أفضل من الأول من حيث الأحكام ومخارج الحروف.

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الأصلَ في هذا الباب حديثُ أبِي مسعودٍ الأنصاريِّ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتابِ الله، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْـهِجْرَةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ سِلْمًا، وَلَا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ، وَلَا يَقْعُدُ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ»(1).
ومعنى «أقرؤكم»: أحسنُكم تلاوةً وترتيلًا للقرآن، ويُراد به أيضًا: أكثرُكم قرآنًا، وإن استويا في الحفظ قُدِّم الأحسن تلاوةً، وإن كان أحدُهما أحفظ والآخر أحسن تلاوة قُدِّم الأحسنُ تلاوةً، وإذا اجتمع شخصان يُحسنان قراءة القرآن الكريم أحدهما أكثر قرآنًا والآخر أجود قراءةً فمن يُقدَّم؟ ظاهر السنة أن الأكثر حفظًا للقرآن مُقدَّم، قال ابن رجب: «وأكثر الأحاديث تدلُّ على اعتبار كثرة القرآن».
وبناء على ما تقدَّم من القواعد فإن الذي يظهر أن الذي يُتقن التِّلاوة ويُحسن مخارج الحروف أولى بالإمامة؛ لأن اللَّحن الذي قد يقع فيه قد يُغيِّر المعنى في بعض المواضع، مع مراعاة التلطُّف في ذلك، وتجنُّب اعتباره من مسائل الولاء والبراء التي يُمتحن النَّاس بها، ويفرق بينهم على أساسها، فأتمروا بينكم بمعروفٍ في ضوء هذه القواعد.
زادكم الله حرصًا وتوفيقًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه مسلم في كتاب «المساجد ومواضع الصلاة» باب «من أحق بالإمامة» حديث (673).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend