أسئلة حول بعض الأمور التي تفعل في التراويح والدعاء

ما حكم الدعاءِ من قِبَل المعلِّم وتأمين طلبة العلم بعد حضور جلسة علم؟

وما حكم الدعاء بعد تسليم الإمام في صلاة التراويح بالنسبة للإمام؟ وهل هناك إثمٌ على من أمَّن بعد دعائه؟
وما حكم من تذهب لتصلي التراويح في مسجد به بِدَعٌ كالتسبيح بعد كل تسليمة؛ لأنه لا يوجد مسجدٌ آخر تستطيع الذهاب إليه، وهي تريد أجر الجماعة؟ مع العلم أنها تَشغَل نفسَها في وقت التسابيح بالاستغفار وقراءة القرآن.
وما حكم أخْذِ بعض الأطعمة إلى المسجد بعد حفظ جزء من القُرآن على سبيل أنَّها فرحة بختم الجزء؟ هل هذا محرَّم لأنه بدعة؟
وما حكم دعاء الإمام بعد ختم القرآن في رمضان بعد أن يسلم من الوِتر ويقوم كل مصلٍّ من الصف الذي وراء الإمام بقراءة سورة من حزب «الأعلى» حتى «الناس» وبعدها يدعو الإمام؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
– لا حرج في الدعاء في أعقاب مجالس العلم، فإنها مجالسُ مشهودةٌ تحُفُّها الملائكة وتغشاها الرحمة وتنزل فيها السكينة، ويذكر الله أصحابها في الملأ الأعلى عنده، وذلك لعموم الأدلة التي تحض على الدعاء وعلى تحرِّي أوقات الإجابة، فإن من التوفيق تحرِّي الأمكنة والأزمنة الفاضلة التي يُرجى فيها قبولُ الدعاء، ومجالسُ العلم واحد منها. والله تعالى أعلى وأعلم.
– الدعاء الجماعي في أعقاب الصلوات بدعةٌ، نص على ذلك كثيرٌ من أهل العلم، أما أن يدعو كل مصلٍّ لنفسه بنحو: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، فهذا هو المأثور، وفي السُّنة غُنية عن البدعة، وليس هناك إثم على من أمَّن، ولكن إنِ التَزم الإمامُ هذا الدعاء فيحسُن أن يتَشَاغل عنه بنحو إقامة الرَّاتبة أو الدعاء لنفسه بالمأثور ونحوه، لاسيما إذا كان السائل ممَّن يُنقَل عنه العلم ويقلد في معرفة السنن، ولكن يُرجى ألا يَتَّخِذ من هذه المسائل ذريعةً لإثارة الفتن في المسجد إذا لم يتقبَّل القائمون عليه النصيحة، بل يجب السعيُ في استصلاح الأحوال بما لا يُؤدِّي إلى مفسدة أعظم، والله تعالى أعلى وأعلم.
ولا حرج في الذهاب إلى المساجد التي تفشو فيها بعض البدع إن لم يوجد غيرها من مساجد السنة، فإن المساجد لا تُهجر من أجل ذلك، وإنما تخالط أهلها وتأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر برفق، وتصبر على أذاهم، فإن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم(1).
– لا حرج في أخذِ بعض الأطعمة أحيانًا إلى المسجد بعد حفظ جزء من القرآن على سبيل أنها فرحة بختم الجزء، فقد نُقِل ذلك عن بعض السلف، على ألا يتخذ ذلك عادةً، وألا يتديَّن به تديُّنًا عامًّا.
– حكم دعاء الإمام بعد ختم القرآن في رمضان منقولٌ عن كثيرٍ من أهل العلم، فلا حرج فيه، أما هذه الهيئة التي وردت في السؤال، فلا أعلم أحدًا قال بها أو عمل بها منهم. والله تعالى أعلى وأعلم.

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) فقد أخرج أحمد في «مسنده» (2/43) حديث (5022)، والترمذي في كتاب «صفة القيامة والرقائق والورع» باب «ما جاء في صفة الحوض» حديث (2507)، وابن ماجه في كتاب «الفتن» باب «الصبر على البلاء» حديث (4032) من حديث ابن عمر ب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الْـمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ الْـمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ». وذكره الألباني في «السلسلة الصحيحة» حديث (939).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend