لدي سؤالان:
السؤال الأول: ماذا لو قال شخص بسبب فعله لمعصية: سوف أدخل النار ماذا يمكنني أن أفعل؟ لربما فعل هذا لأن أمه غضبت منه ولم تسامحه، ولكن الحمد لله إنها عفت عنه الآن.
السؤال الثاني: غضبت من شخص لأنه ظلمني، فقيل لي: اعفُ عنه وسيكون لك ثواب، فقلت: لا أريد الثواب، ولكن يحتمل- وهذا هو الأغلب- أني أردت أن أقول بقولي هذا أنه يجوز لي أن أوذيه؛ لأن جزاء السيئة سيئة مثلها كما قرأت في «تفسير السعدي»؟
الجواب:
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا ينبغي لأحد أن يقنَط من رحمة الله، ويُوجب على نفسه دخول النار على هذا النحو؛ فإن ربك يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات(1)، وما جرى من الشخص في لحظة من لحظات الانفعال، أو ما صدر منه عن جهالة أرجو أن يشمله عفو الله عز وجل عند التوبة والإنابة.
وقولك: لا أريد الثواب. قول مُجْمَل يمكن تفسيره على محمَل حسن، وهو ما ذكرت من أنه من حقك أن لا تعفو، وأن تقابل السيئة بالسيئة، ويحتمل تفسيره على معنى الزهادة في الثواب وعدم المبالاة به، وأرجو أن لا يكون ذلك مقصودًا لك إن شاء الله، وعلى كل حال جدِّد التوبة في جميع الأحوال، وربك واسع المغفرة. وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه، والله تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: 25].