حكم الاحتفال بأعياد الميلاد

ما حكم الاحتفال بعيد ميلاد الشخص؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
دلت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على أنه لا يجوز الاحتفال بأعياد الميلاد، ولا تجوز إجابة الدعوة إليها، وذلك لسببين:
أولهما: أنها من البدع المحدثة في الدين وأنه لا أصل لها في الشرع المطهر، وقد قال الله : أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ [الشورى: 21]، وقال سبحانه: ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴿18﴾ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۖ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ [الجاثية: 18- 19].
وصحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»( ).
وقال عليه الصلاة والسلام: «خَيْرُ الْـحَدِيثِ كِتَابُ الله، وَخَيْرُ الْـهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ»( ). والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
السبب الثاني: ما تتضمنه هذه الاحتفالات من تشبه باليهود والنصارى لاحتفالهم بالموالد، وقد قال عليه الصلاة والسلام محذرًا من سنتهم وطريقتهم: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ». قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: «فَمَنْ؟»( ).
ومعنى قوله: «فَمَنْ؟» أي: هم المعنيون بهذا الكلام.
وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»( )، والأحاديث في هذا المعنى معلومة كثيرة. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية:   03 العقيدة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend