تعظيم شعائر الله عز وجل وتعظيم حرماته

قال حمزة لمحمود: سوف أتركك تلهو ساعةً ولكن سلِّم لي شغلك. فقال محمود: ماذا لو أنا مت؟ فقال محمود: لو مُتَّ سوف أترحَّم عليك بسبب هذه الساعة التي وعدتُك بها وأتصدَّق عليك، وأنا أيضًا لو مُتُّ أسألك أن تتصدَّق عليَّ. فضحك محمودٌ ثم انتبه وقال موشوشًا ولم يكن أحدٌ يسمعه مع أنه كان بجواره أشخاصٌ: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. لعله كان يقصد الاستهزاءَ بالدين، وحزن على فِعل أيِّ ذنبٍ في حياته، وقال في نفسه: لن أفعل ذنبًا أبدًا.
ويقول محمود: أنه فعل في ذلك المجلس بعضَ أشياء لا يعرف أنها كانت ذنوبًا تُحبط الأعمال إذا مات؛ ولهذا نطق بالشهادتين وتاب منها ومن أيِّ ذنبٍ من جنسها الخطير المُحبط لجميع الأعمال الصَّالحة ومن أيِّ ذنب عمومًا، وأنه نوى أنه لن يفعلَ أيَّ ذنب في المستقبل أو أنه لن يُعيد الذنوبَ التي فعلها.
وأراد شخصٌ أن يُعلمه أشياءَ عن التَّوْبة بعد أن فضحه زغلول، قال زغلول: محمود دائمًا يقوم بحركات غريبة بالوجه. أو قال نحوه، أو قال: إذا علَّمت محمودًا هذه الأشياء عن التَّوْبة فسوف يفعل مِثلَ تكشيرات وجهٍ غريبة، وعندما يقوم محمود بهذه الحركات بوجهه يعني هذا أنه غيرُ مسرور، ويتوب ويقول لنفسه: لن أفعل ذنبًا آخر.
ويفعل محمودٌ ذلك كلَّ يوم وهو موسوس، فجعل أصابعه في أذنيه لأنه كان مُحرَجًا ثم أخرجهما بعدها ببعض ثوانٍ لعله يكون كرهٌ للدين، ومحمودٌ قبل هذه الحادثة رأى الرسولَ ﷺ يبتسم له ويقول له: قُلْ لي أيَّ دعاءٍ أدعوه لك. ولكن انقطع الحلمُ قبل أن يدعو النبيُّ ﷺ.
السُّؤال: فهل هو من الصَّالحين كما يقول د. عمر عبد الكافي؛ لما قال: إنه لا يرى النبيَّ في المنام إلا الصَّالحون؟ وهل يجب عليه شيءٌ الآن؟
الجواب:
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فزادك الله يا بنيَّ حرصًا وهدًى، وننصحك بأمرين:
أولهما: تعظيم شعائر الله عز وجل وتعظيم حرماته، قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32]، وقال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ [الحج: 30]، ومِن ذلك ألا تضع شيئًا من عقائد الإسلام أو من شعائره موضعَ السخرية أو التندُّر أو التنقص.
ثانيهما: ألا تسترسل مع ما يعرض لك من وساوس، بل اقطع مبادئها واستعذ بالله منها، واعلم أن الأصلَ أن يُحمل حالُ المسلم على السَّلامة، فإذا عرض له عارضٌ من وسواس لا يسترسل معه، بل يقطع مبادئه ويتعوَّذ بالله منه، وقال: الحمدُ لله الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة. ونسأل اللهَ لنا ولك يا بني التَّوفيق والسَّداد.
أما ما ذكرتَ من رؤيا صاحبك لرسول الله ﷺ في المنام فهذه من المبشرات، ونرجو له الخير، ونسأل اللهَ لنا وله حسن الخاتمة. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 31 يوليو, 2017
التصنيفات الموضوعية:   03 العقيدة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend