ماذا لو استهزأت باللُّغَة العربيَّة؟ هل تعلُّمها فرض؟ هل إذا نطقت حرفًا من الحروف الهجاء بصوت مُضحِكٍ يكون عليَّ إثم؟ ماذا لو رميتُ قاموس اللُّغَة العربيَّة رميةً خفيفة على المائدة ولكن لا أقصد شيئًا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن اللُّغَة العربيَّة لغة القرآن الكريم، وتعلُّمها جسرٌ إلى القرآن الكريم وعلومه، والسُّنَّة وعلومها، والفقه وأصوله، ومهما اجتهد المترجمون لعلوم الشَّريعة إلى اللُّغات الأخرى فإن الحقيقة التي لا ينبغي أن تغيب أنه لن يتذوَّق أحدٌ حلاوة القرآن الكريم إلا إذا قرأه وفهم ما يقرؤه، ولا سبيل إلى ذلك إلا بتعلُّم اللُّغَة، فالتَّرْجمات لمعاني القرآن ليست قرآنًا بإجماع الـمُسلِمين.
ولا يَخْفى أن تعلُّم ما لا تَصِحُّ الصَّلاة إلا به من القرآن الكريم فرضُ عينٍ؛ إذ «لَا صَلَاةَ لِـمَنْ لَـمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ»، ولا سبيل إلى ذلك إلا بتعلُّم اللُّغَة العربيَّة، فيصبح تعلم ما يمكنك من قراءة أم الكتاب والإتيان بالصلاة على وجهها المشروع وما تتضمنه من أذكار ونحوه من اللغة العربية فرض عين، فالاستهزاء باللُّغَة العربيَّة والتَّحْقير لها غفلة عظيمة، وإن امتدَّ استهزاؤه إلى شيءٍ مما تُمثِّله من مواريث النُّبُوَّة فقد هوي بذلك في مكان سحيق من الإثم والضلالة.
والخُلَاصة: أنه لا يَنْبَغي لك تقصُّد شيءٍ من ذلك، وما وقع منك عن غفلة بادِرْ إلى الانخلاع منه بمُجرَّد الذِّكرىإِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ [الأعراف: 201]. كما نوصيك بوصية النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا تَغْضَبْ». زادك اللهُ حِرْصًا وتَوْفيقًا، والله تعالى أعلى وأعلم.
الاستهزاء باللغة العربية
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 03 العقيدة