كفاية الهم وغفران الذنب بالصَّلاة على النبي ﷺ

أُريد أن أتأكَّد من صحَّة هذا الحديث: قال محمد ﷺ: «مَن عسرت عليه حاجةٌ فَلْيُكثر الصَّلاة علي؛ فإنها تكشف الهموم والغموم والكروب، وتُكثر الأرزاق، وتقضي الحوائج»؟ شاكرين جهودكم الطيبة.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن هذا الحديث بهذا اللَّفْظ لا أصل له، قال الحافظ السخاوي في كتابه «القول البديع»: «ورُوي عنه ﷺ مما لم أقف على أصله أنه قال: مَن عسر عليه شيء فَلْيُكثر من الصَّلاة علي، فإنها تحلُّ العقد وتكشف الكرب»(1). اهـ.
ولكن معنى هذا الحديث صحيح، فقد أخرج التِّرمذي عن الطُّفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه قال: كان رسول الله ﷺ إذا ذهب ثلثَا الليل قام فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاس، اذْكُروا اللهَ، اذْكُروا اللهَ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْـمَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ الـمَوْتُ بِمَا فِيهِ». قال أبي: قلت: يا رسول الله، إني أُكثر الصَّلاةَ عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: «مَا شِئْتَ». قال: قلت: الربع؟ قال: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قلت: النصف؟ قال: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قال: قلت: فالثُّلثين؟ قال: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قلت: أجعل لك صلاتي كلَّها؟ قال: «إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَر لَكَ ذَنْبُك»(2). واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) ذكره ابن الجوزي في «بستان الواعظين» ص303.

(2) أخرجه الترمذي في كتاب «صفة القيامة والرقائق والورع» حديث (2457)، وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح»، وصححه الألباني في «صحيح سنن الترمذي» (2457).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   14 متنوعات

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend