قتل الصائل

أصبت دمًا- بلطجيًّا- وتمنيت لو أني أنا المقتول، ولكني في حالة لوم شديد كي أخرج من تبعة هذا، ولكن فعلًا تمنيت أن أكون المقتول ولست القاتل، علمًا بأني قتلت قتَّالًا، حيث قتل أمام عيني شخصًا، وأصاب آخر بعاهة مستديمة، وكسر جمجمة آخر.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد اتفقت الملل والنحل والنظم والشرائع على مشروعية دفع الصائل بما يندفع به من الكلمة إلى السيف، على أن يبدأ بالأخف، فمن يُدفع بالكلمة أو بالتهديد لا يجوز أن يُدفع بالضرب، ومن يدفع بالضرب لا يجوز أن يدفع بالسيف، أما من لا يندفع شرُّه إلا بالسيف فإنه يدفع به، فإن قتله الصائل فهو شهيد بإذن الله؛ لأن من قُتل دون دمه أو ماله أو عرضه فهو شهيد(1). وإن قتَل الصائل فقد قتل وهو ظالم مستحق لهذا القتل، وعند الله يجتمع الخصوم. والله تعالى أعلى وأعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «المظالم والغصب» باب «من قاتل دون ماله» حديث (2480)، ومسلم في كتاب «الإيمان» باب «الدليل على أن من قصد أخذ مال غيره بغير حق كان القاصد مهدر الدم في حقه وإن قتل كان في النار وأن من قتل دون ماله فهو شهيد» حديث (141)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه .

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   14 متنوعات

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend