أنا داعية، أدعو إلى الإسلام وتعاليمه، ولست بالفقيه، ولي دروس، وسياسي في نفسِ الوقت، دعيت لبعض البرامج التي يقدمها متبرِّجات، هل لو وافقتُ على وضعِ شيءٍ يرمز للحجابِ، ما يسمى بـ«الطرحة»، ولكن باقي الجسد غير محجَّبٍ كلباسِ البنطال، هل ذلك يرفع الحرج الحقيقي؟ أنا رفضتُ، ولكن بعد مشورة وإخبارِ الإخوة قالوا لي أنْ أَذهَب، ولكن ليس أحدٌ منهم بفقيهٍ أو عالمٍ، إنما هم إخوة يحبون الإسلام ومصلحة العباد.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد ذكرتُ لك أن هذا الأمرَ مما تتنازع فيه المصالحُ والمفاسدُ، والذي يظهر لي- والله أعلم- أن مصلحةَ البلاغ العام مِن خلال هذه القنوات أعظمُ مِن مفسدة الظهور مع مذيعةٍ متبرِّجة في زمنٍ عمَّت فيه البلوى بالتبرج في دنيا الإعلام، فيكون الفقهُ أن نجتهد في تقليلِ هذه المفسدة ما استطعنا، وألَّا نضيِّع مصلحةَ البلاغ العام مِن خلالِ هذه القنوات، فإن وضعت حجابًا على رأسها فلعل هذا يكونُ إنجازًا آخر لهذه الحلقة. والله تعالى أعلى وأعلم.
