التديُّن بالامتناع عن الكلام

أردت أن أعرف صحة من يرى أشياء جميلة أثناء الصلاة؛ كنت في خشوع لا يوصف وروحانية عالية جدًّا، غلب عليَّ البكاء والرجفة، وكنت أقرأ من الكتاب الكريم سورة الكهف أثناء الصلاة، وكنت قد قرأتها في رؤياي منذ فترة وجيزة، وهذا جعلني أكثر خشوعًا وتقرُّبًا لله {#emotions_dlg.azz}، شعرت بروحي تطير بي فوق مسجد الرسول ﷺ، وتمنيت أن أعيش هناك، ولقد كانت تخيلاتي وكأنها حقيقة، هذا وعندي حب وتعلق برسولنا الكريم إلى حدٍّ لا يوصف، وسبق لي أن رأيته في منامي كثيرًا، وبعدها خطر في بالي آية من القرآن الكريم وهي: ﴿إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا﴾ [مريم: 26]. وفعلا هذا هو ما فعلته؛ صمت يومًا عن الطعام والكلام، وكنت في سعادة لا توصف، وبعد ذلك بفترة رأيت نفسي في المدينة، وشعرت بروحي حائمة فوق المسجد، وشعرت بأنه ﷺ معي ويشعر بي وفرِحٌ بي أيضًا، كان شعورًا بالسعادة لا يوصف، فما قولكم الكريم في ذلك؟ وشكرًا لكم.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فما ينتابك من الخشوع أثناء الصلاة نعمةٌ من نعم الله جل وعلا عليك، فاشكري له هذه النعمة، أما ما ذكرت من أنك نذرتِ الامتناعَ عن الكلام فلا يعرف التديُّن بمثل ذلك في شريعتنا، بل إن التدين به من البدع، وقد قال تعالى: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ [المائدة: 48]. وقد نَسَخَت شريعتُه ﷺ ما سبقها من الشرائع، فاحرصي في عبادتك على متابعة السُّنة كما تحرصين على الإخلاص وتجريد القصد لله عز وجل ، زادك الله حرصًا وتوفيقًا.

واعلمي وفقنا الله وإياك أن الدين لا يُؤخذ من الإلهامات أو المنامات، وإنما يؤخذ من الكتاب والسنة الصحيحة. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   14 متنوعات

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend