فضيحة التائب المذنب يوم القيامة لفضيحته في الدنيا قبل توبته

يقول اللهُ تعالى للمؤمن يوم القيامة بعد أن يُذكِّره بسيئاته أنه سبحانه وتعالى قد سترها عليه في الدنيا فيسترها عليه يوم القيامة، فماذا عمن لم يستره الله في الدنيا ولكنه تاب بعد ذلك، فهل سوف يُفضح بهذه الذنوب يوم القيامة؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنَّ مَن تاب توبةً نصوحًا فأتى بالتَّوْبة على وجهها، بإصلاح الماضي بالندم، وإصلاح الحاضر بالإقلاع عن الذنب، وإصلاح المستقبل بالعزم على عدم العودة إلى هذا الذنب، وردِّ المظالم إلى أهلها إن كانت المعصية مما له تعلُّق بحقوق العباد، فإن الله جلَّ وعلا يتوب عليه، ويمحو عنه هذه السيئات، بل قد يُبدلها له حسنات، فلا يُفضح بها، ولا يُعيَّر بسببها، فإن الله يُغيِّر ولا يُعيِّر، وإن النَّاسَ يُعيِّرون ولا يغيرون(1)، وقد قال تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الفرقان: 70] وقد علمت أن التائبَ من الذنب كمن لا ذنب له(2). واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

_______________

(1) أخرجه إسحاق بن راهويه في «مسنده» (3/953) موقوفًا على عائشة .

(2) أخرجه ابن ماجه في كتاب «الزهد» باب «ذكر التوبة» حديث (4250) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، وذكره الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» حديث (3145) وقال: «حسن لغيره».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   11 التوبة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend