عقاب الله المذنب في الدنيا ولو تاب

شيخنا الجليل، هل على كلِّ ذنبٍ عقوبةٌ من الله تعالى في الدُّنْيا قبل الآخرة، وإن كان ذلك كذلك فهل لابُدَّ من وقوع العقوبة حتى ولو تاب العبد منها في الحال، أم ماذا؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد قال ربُّك جلَّ وعلا: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى: 30]، وقال تعالى:﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ﴾ [فاطر: 45].
فلا ينزل بلاءٌ إلا بذنبٍ، ولكن لا يُشترط أن يُعاقب الله على جميع الذُّنوب، فإن ربَّك جلَّ وعلا أرأف مَن ملك، وهو أهل التَّقوى وأهل المغفرة(1)، ومِن صفاته العفو، فهو كما قال عن نفسه: ﴿وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ [المائدة: 15].
ثم اعلم أن «التَّائِب مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ»، إذا جاء بالتَّوْبة على وجهها، ومن ذلك التَّحلُّل من المظالم إذا كانت الذُّنوب متعدية إلى الغير.
وفَّقَنا اللهُ وإيَّاك إلى التَّوْبة النَّصُوح، وهدانا وإيَّاك إلى الطيب من القول والعمل. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

___________________

(1) قال تعالى: ﴿هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾ [المدثر: 56].

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   11 التوبة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend