الحفاظ على التوبة من الانتكاس

ما حكمُ التَّوْبة مع الرُّجُوع للمعصية مَرَّة أخرى؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا يزال بابُ التَّوْبة مفتوحًا أمام العصاة جميعًا، سواء أكانت معصيتهم مستأنفة أم كانت من ذنب عادوا إليه مَرَّة أخرى، ولكن لا ينبغي لعبد منَّ الله عليه بالتَّوْبة من ذنب أن يعود إليه مَرَّة أخرى، بل إن من شروط التَّوْبة الصادقة العزم على عدم العودة إلى ذلك الذنب مَرَّة أخرى، ولكن إن غلبته نفسه الأمَّارة بالسوء فعاد إلى الذنب بادر بالعودة إلى التَّوْبة، حتى يُقال له: علم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب فليفعل عبدي ما يشاء فإني قد غفرت له(1).
زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، ومنَّ الله عليك بتوبة صادقة لا ترجع بعدها إلى الذنب أبدًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

______________________

(1) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «التوحيد» باب «قول الله تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ﴾ [الفتح: 15]» حديث (7507)، ومسلم في كتاب «التوبة» باب «قبول التوبة من الذنوب وإن تكررت الذنوب والتوبة» حديث (2758)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي ﷺ، فيما يحكي عن ربه رضي الله عنه ، قال: «أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فقال: اللهم اغْفِرْ لي ذَنْبِي. فقال تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فقال: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي. فقال تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فقال: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي. فقال تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لك».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   11 التوبة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend