نداء الوالد بـ«يا حاج»

في الأسبوع الماضي وأثناء اتصالٍ روتينيٍّ بوالدي سألتُه: كيف حالك يا حاج؟ فأجابني: يا بني لا يصح أن تقول لأبيك: يا حاج. بل الأولى أن تقول: يا أبتِ. ألست أنا أباك! لقد شعرتُ يومها بعقدة الذَّنب لسوء تصرُّفي ذاك. فهل أكون قد أخطأت بلفظٍ كهذا؟ الرجاء أفيدوني وجزاكم اللهُ خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن الواجبَ هو توقيرُ الوالدين وإنزالُهما منزلتهما، ومناداتهما بأحبِّ الأسماء والألقاب إليهما، وأن تخفض لهما جناح الذلِّ من الرَّحمة(1)، وإذا استشعر الوالد شيئًا من الجفاء في هذه المناداة فلا تَعُد إليها، فضلًا عن كون المناداة بهذا اللقب- وإن شاعت- ليس لها أصلٌ في الدِّين.
فنحبُّ لك أن تُنادِيَ أباكَ بأحسن ما يُحب أن تناديه به، ولا حرج عليك فيما مضى إن شاء الله؛ لأنك لم تتجانف لإثمٍ، ولم تتعمَّد إساءةً، وإنما درجتَ على ما درج عليه كثيرٌ من النَّاس. فنرجو أن يسعك عفو الله فيما فات، وانتبه إلى ما هو آتٍ، زادك الله برًّا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) قال تعالى: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: 24].

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend