من أسلم وما زال متورطًا في بعض الفواحش

بعض المسلمين والمسلمات كانوا قبل إسلامهم يمارسون الفاحشة ويشربون الخمور ويقامرون، وبعضهم قد هداه الله في السجن إلى الإسلام، ولكنه لا يزال متورطًا في بعض هذه الكبائر، فما هو حكم الإسلام في هذه الحالات؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
ممارسة الفواحش من الزنى وشرب الخمر والميسر ونحوه من الكبائر، والكبائر بريد الكفر كما أن الحمى بريد الموت، وينبغي لمن هداه الله للإسلام أن يتخلص من هذه الآثام، فإن من أحسن في الإسلام أثابه الله على ما كان منه من أعمال الخير في زمان الجاهلية، كما قال ﷺ لمن سأله عن أعمال الخير التي كانت منهم في جاهليتهم: «أَسْلَمْتَ عَلَى مَا أَسْلَفْتَ مِنَ الخَيْرِ»(1).
ومن أساء في الإسلام فإنه يحاسب على ما كان منه في جاهليته وما تجدد له منه بعد إسلامه، وسبيله إلى ذلك الرفقة الصالحة والعلم الشرعي النافع وذكر الله عز و جل  والإكثار من الصلاة، فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، والإكثار من الصيام فإنه يكسر حدة الشهوة ويعين صاحبه على كبح جماح نفسه، وقد وصفه النبي ﷺ لمن لا يجدون نكاحًا، وعليه الإلحاح في الدعاء وصدق اللجء إلى الله عز و جل  أن يعينه على شيطانه وأن ينصره على نفسه. والله من وراء القصد. والله تعالى أعلى وأعلم.

______________________

(1) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الزكاة» باب «من تصدق في الشرك ثم أسلم» حديث (1436)، ومسلم في كتاب «الإيمان» باب «بيان حكم عمل الكافر إذا أسلم بعده» حديث (123) من حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه .

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق, 11 التوبة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend