للأسف أمي تُعذِّبني، للأسف، وتُعصِّي أبنائي وزوجي عليَّ، ولا أدري ماذا أفعل، فهي عنيدة، كيف أصِلُها وهي لا تتقي الله وتُقاطعني وتدعو عليَّ، لقد كلَّمت جدِّي ولكنه قال: أمُّك عنيدة، ولا أستطيع أن أفعل شيئًا. وقد قلت لأمي مرارًا: إنني لستُ السببَ في زواج أبي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فأذكرك يا أمة الله بقول الله: ﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا﴾ [الفرقان: 20]، لا يسعك إلا الصبر عليها، والدُّعاء لها، ولين القول معها، وخفض الجناح لها، فقد قال ربُّك جلَّ وعلا: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: 24].
أما دعاؤها عليك فإن اللهَ يتقبَّل من عبده ما لم يَدْعُ بإثمٍ أو بقطيعةِ رَحِمٍ، فإن دعت عليك وهي ظالمة لك كان هذا من جنس الإثم الذي لا يتقبَّله الله عز و جل ، نُكرِّر نصيحتك بالصبر والاحتساب ولين الجانب والضَّراعة إلى الله عز و جل أن يُؤلِّف قلبها عليك وأن يَرُدَّها إليه ردًّا جميلًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.