أود أن أسأل عن حكم مسح الوجه بعد الدعاء.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
اختلف أهل العلم في مسح الوجه بعد الدعاء ما بين مجيز ومانع، ومن أجازوه اعتمدوا على ما روي في هذا الباب من أحاديث ضعفها المانعون، مثل ما روي من قوله ﷺ: ««إِذَا دَعَوْتَ الله فَادْعُ بِبُطُونِ كَفَّيْكَ وَلَا تَدْعُ بِظُهُورِهِمَا؛ فَإِذَا فَرَغْتَ فَامْسَحْ بِهِمَا وَجْهَكَ»»(1)، وفي رواته صالح بن حسان؛ ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم والدراقطني، وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن الجوزي في هذا الحديث: لا يصح؛ فيه صالح بن حسان.
وقد أجاب المجيزون بأن بعض ما روي في هذا الباب قد وصل إلى درجة الحسن. وإذا كان ذلك كذلك فإن الأَوْلى تركه؛ لأن الأصلَ في العبادات التوقيفُ، وإذا تردد الفعلُ بين كونه سنةً وكونه بدعةً فتركُه أولى، مع التأكيد على أن مسائل الاجتهاد لا يُضيَّق فيها على المخالف. والله تعالى أعلى وأعلم.

_______________

(1) أخرجه أبو داود في كتاب «الصلاة» باب «الدعاء» حديث (1485)، وابن ماجه في كتاب «الدعاء» باب «رفع اليدين في الدعاء» حديث (3866) من حديث ابن عباس رضي الله عنه ، وقال أبو داود: «روي هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب، كلها واهية وهذا الطريق أمثلها، وهو ضعيف أيضًا».